استغل مشعوذ ممارسته للرقية لسلب أموال الضحايا الذين كان يقدم لهم وصفات وتمائم لحل المشاكل التي يعانون منها، وقد تحول منزله إلى مقصد للعديد من الأزواج. ولم يكتف بهذا بل استأجر محلا وسط مدينة الشلف، جعل خلفيته عبارة عن عيادة طبية لفائدة طالب في الطب. أمر وكيل الجمهورية بمحكمة الشلف، أول أمس، بإيداع راقٍ يبلغ من العمر 37 سنة وطالب في الطب، 24 سنة، الحبس المؤقت بتهمة الشعوذة، الاحتيال وانتحال صفة. حسب تفاصيل القضية، فإن مصالح البحث والتحري التابعة للدرك الوطني، أثارت شكوكا حول الإقبال المتزايد للأزواج على محل لبيع الأعشاب وسط مدينة الشلف. وكان اعتقاد المحققين أن الأمر يتعلق بإجراء عمليات الإجهاض، لكن بعد التحري تبين أن صاحب المحل يمتهن الرقية والشعوذة بمنزله الكائن بحي لالة عودة، وكان يرسل ضحاياه إلى محل الأعشاب لأخذ الوصفات التي تكون في انتظارهم. وقبل تسليمهم إياها كان الضحايا يخضعون إلى الفحص الطبي من طرف طالب يدرس في السنة الثانية بمعهد الطب بالعاصمة على أساس أنه طبيب، بعد أن حوّل خلفية محل الأعشاب إلى عيادة صغيرة مجهزة بأحدث الوسائل الطبية، تم العثور بها أيضا على كمية من الأدوية الخاصة بالتخدير وأخرى مفقودة حتى لدى أكبر المستشفيات. واعترف الطبيب'' المزيف'' بأنه سرق تلك الأدوية من مستشفى مصطفى باشا أثناء فترة تربصه، كما استولى على نحو 175 وصفة طبية ممضاة بأسماء ثلاثة أطباء من مستشفى الشطية دون علمهم. ومن بين ضحايا هذا المشعوذ سيدة من ولاية تيسمسيلت، سلب منها 30 مليون مقابل وعد بتمكينها من شهادة الإيواء بفرنسا. كما استولى على 400 مليون من ضحية أخرى بعد أن باعه منزله قبل أن يتنكر له. وأظهر التحقيق أن هذا المشعوذ كان مجرد موظف بإحدى وكالات التأمين قبل أن يهاجر إلى إسبانيا ثم عاد منها سنة 2005 ليصبح راقيا، وتمكن من تكوين ثروة طائلة بدليل أنه اتصل بوكالة عقارية ودخل في مفاوضات لشراء منزل بنحو 7 ملايير سنتيم، علما أن مداخيله اليومية تراوحت بين 5 و13 مليون سنتيم. وأفادت مصادرنا أن مصالح الدرك الوطني حجزت كمية معتبرة من الأدوية النادرة في السوق وتجهيزات طبية حديثة، إضافة إلى 50 خاتما، مكتوب عليه أسماء الأزواج و40 حزمة من التمائم بها ألبسة داخلية لنساء ورجال من المرضى الذين قصدوه.