بعد يوم واحد من إعلان حالة الطوارئ، شلت الحركة التجارية في العاصمة اليمنية صنعاء، وخلت الشوارع بشكل كبير من السيارات والمارة، تخوفا من حدوث هجمات تقوم بها القوات الأمنية على المعتصمين الذين يتزايد عددهم، كما يتزايد عدد الخيم خارج ساحة التغيير يوما بعد يوم. في وقت أعلن الرئيس صالح اليوم الأحد يوم حداد وطني، ترحما على أرواح قتلى الجمعة واتهم عناصر من المعارضة بالوقوف وراء الأحداث. لوحظ غياب الحركة الاعتيادية التي تشهدها العاصمة صنعاء يوميا، واختلف الوضع صباح أمس جراء المجزرة التي ارتكبت من قبل قناصة ومسلحين ضد المعتصمين، راح ضحيتها أكثر من 40 قتيلا وعشرات الجرحى، بعد صلاة الجمعة في ساحة التغيير. وتغيب الطلبة المدارس والموظفون عن عملهم. ويتوافد المواطنون إلى ساحة التغيير بالمئات تضامنا مع المعتصمين، مقابل تزايد الاستقالات المتوالية لقيادات في الحزب الحاكم، منهم رئيس وكالة الأنباء اليمنية سبأ، ووزير السياحة وسفير اليمن في لبنان، تضامنا مع المعتصمين ومستهجنين الجرائم التي ترتكب ضد المعتصمين السلميين. وتتواصل الاعتصامات والمظاهرات في عدد من المدن اليمنية، تضامنا مع المعتصمين في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء، ومستنكرين ذلك الحادث، حيث قالت مصادر محلية يمنية إن قوات من جهاز الأمن المركزي أطلقت الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين في محافظة عدن، ما تسبب في إصابة أربعة مواطنين متظاهرين بالرصاص الحي. وأضافت المصادر ذاتها أن المتظاهرين حاولوا الوصول إلى شارع وسط المدينة الذي كان مطوقا من قبل قوات أمنية مدعومة بمدرعات عسكرية، والذين أطلقوا النار والقنابل المسيلة للدموع، ما تسبب في إصابة أربعة أشخاص نقلوا على إثرها إلى المستشفى. ومن جهتها، أدانت نقابة الصحفيين اليمنيين الاعتداء على المعتصمين السلميين في ساحة التغيير، والذي سقط خلاله صحفي كان يقوم بتغطية الأحداث. وحملت نقابة الصحفيين، في بيان لها، السلطة كامل المسؤولية عن هذه الجريمة، وتؤكد على دعمها ومساندتها للمطالب المشروعة للمعتصمين. وحذرت النقابة من التوجهات التي مازالت قائمة لارتكاب جرائم مماثلة. داعية كافة أبناء الشعب اليمني للالتفاف حول المطالب المشروعة للشباب. وقالت النقابة إنها ترى أن اليمن يحدد مصيره في هذه اللحظة بعزيمة هذا الجيل من الشباب الذي قرر، بانتفاضته المباركة، أن يضع آخر فصل للطغيان في اليمن. وأكدت أن هذه الجريمة وصمة عار في جبين النظام، وأن الشعب سيحاكم من يقف وراءها. كما أكدت أن الصحفيين مدعوون للالتفاف حول هذه المطالب، باعتبارهم جزءا من هذا الشعب ويقومون بدور هام في هذه اللحظة الفارقة من تاريخ اليمن. هذا، ورحّلت السلطات اليمنية، مساء أمس الأول الجمعة، موفدي قناة الجزيرة في اليمن، عبد الحق صداح وزميله أحمد زيدان، دون أي مبرر قانوني، وهو ما جعل نقابة الصحفيين اليمنيين تعبر عن قلقها وخوفها الشديد من استمرار السلطات الأمنية في ترحيل مراسلي وسائل الإعلام الخارجي. من جانبه، أعلن الرئيس صالح اليوم الأحد يوم حداد وطني، تقرأ فيه الفاتحة على أرواح شهداء الديمقراطية، الذين قال إنهم سقطوا في حي جامعة صنعاء أو غيرها من المدن اليمنية، نتيجة ما وصفها بالحوادث المرتكبة من قبل عناصر من أحزاب تكتل المشترك المعارض، متهما إياها بأنها تعمل على تأجيج الأوضاع وخلق التوتر ومحاولة الدفع بالوطن إلى المجهول.