تواصل السلطات اليمنية استخدام العنف ضد المتظاهرين والمحتجين المطالبين برحيل الرئيس صالح عن الحكم، حيث قتل 14 شابا وأصيب ما يقارب 400 من المتظاهرين في مجزرة لليوم الثاني علي التوالي نفذتها الأجهزة الأمنية ضد المحتجين بمحافظة تعز. خرجت مظاهرات على شكل مجموعات من عدد من المناطق القريبة من ساحة الحرية التي يعتصم فيها الشباب، وانقسمت إلى مجموعتين، الأولى توجهت إلى مبنى المحافظة، والثانية إلى مبنى القصر الرئاسي بتعز، وقال الشاب صلاح الدكاك، أحد الناشطين في حركة ''شباب 11 فبراير''، إن قوات من مكافحة الشغب التابعة للأمن المركزي والحرس الجمهوري منعت المتظاهرين الوصول إلى مبنى المحافظة، مستخدمة الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع، تسبب في مقتل 5 من الشباب، وآخرون تصدت لهم قوات أمنية قرب مبنى الرئاسة، وأطلقت الرصاص الحي تجاههم مما تسبب في استشهاد 9 من الشباب، وأصابت المئات بالاختناقات نتيجة ضربهم بالقنابل المسيلة للدموع. وأكد مدير اللجنة الطبية بساحة الحرية الطبيب محمد مخاوش أن عدد القتلى 14 شابا والجرحى 467 منهم 67 بالرصاص الحي والبقية بالاختناقات إثر القنابل المسيلة للدموع التي استخدمة بشكل مكثف ضد المتظاهرين، وقال ل''الخبر'' إن القتلى والمصابين بالرصاص الحي إصاباتهم استهدفت الرأس والرقبة والصدر، متوقعا ارتفاع عدد القتلى كون عدد من الإصابات في حالات خطرة. وناشد كافة المنظمات الإنسانية المحلية والدولية إلى تقديم الدعم من المعدات والأجهزة الطبية والأدوية وغيرها من الاحتياجات غير المتوفرة في المستشفى الميداني. ويواصل فريق من المحامين والناشطين الحقوقيين استكمال جمع وقائع الجرائم التي ارتكبها النظام من مجازر ضد المتظاهرين. ومن المتوقع أن يجتمع الفريق صباح اليوم الثلاثاء لمناقشة آلية رفع دعوى قضائية ضد المتورطين في مجزرة يومي الأحد والاثنين التي راح ضحيتها الآلاف. وطبقا لأحد المحامين فإن الفريق سيبدأ بالخطوات العملية لرفع الدعوى القضائية ضد نظام الرئيس صالح ومسؤولين في محافظة تعز أمام القضاء المحلي والدولي إثر استكمال كافة الوثائق التي تدينهم بتلك المجازر غير الإنسانية والمخالفة للتشريعات والقوانين اليمنية والمواثيق الدولية التي وقعت عليها اليمن. وفي محافظة الحديدة هاجم بلطجية ساحة الاعتصام تسببت في إصابة 250 معتصم منهم من أصيب بالرصاص الحي والطعنات بالخناجر والحجارة والاختناقات إثر القنابل المسيلة للدموع. ومن جهتها اتهمت المعارضة اليمنية ممثلة بتكتل اللقاء المشترك، الرئيس صالح ونظامه بارتكاب مجازر بحق المدنيين المعتصمين، وقالت في بيان لها أمس، ووجه المشترك المعارض وشركاؤه نداء عاجل إلى أشقائهم في دول مجلس التعاون الخليجي والأسرة الدولية ممثلة بكافة أجهزة الأممالمتحدة المعنية بحماية حقوق الإنسان والمنظمات الدولية غير الحكومية بسرعة التدخل لإيقاف الرئيس صالح وحاشيته من سفك المزيد من دماء اليمنيين وقتل المجتمع المدني اليمني لمجرد خروجه للتعبير سلمياً عن آرائه ومطالبه في التغيير.