احتج، أمس، أعضاء من الهلال الأحمر الجزائري على عقد جمعية استثنائية ''غير قانونية'' من طرف رئيس الهلال. وطالب المحتجون برحيل هذا الأخير بالنظر لسوء التسيير وتجاوزه الصلاحيات المحددة له. ورفض رئيس الهلال أن توجه له اتهامات من طرف ما أسماهم بالمنشقين. منعت مصالح الأمن عقد الجمعية العامة الاستثنائية لتعديل القانون الأساسي للهلال الأحمر الجزائري بفندق السفير في الجزائر العاصمة، بسبب عدم حصوله على رخصة ولائية تسمح بذلك. وأمام هذا، غير رئيس الهلال الأحمر الجزائري الدكتور حاج حمو بن زقير وجهة الجمعية العامة الاستثنائية إلى مقر الهلال بشارع محمد الخامس. ودخل منخرطو الهلال في اشتباكات مع المحتجين وتعرض عدد منهم للضرب. وأصر رئيس الهلال على عقد الجمعية وتشكيل ورشات لتعديل القانون الأساسي بحضور المندوب المكلف بالتعاون بتونس في اللجنة الدولية للصليب الأحمر جوليان شاليي. وقال أحد المحتجين وعضو المجلس الإداري الدكتور خويدمي ل''الخبر''، بأن القانون الأساسي للهلال الأحمر الجزائري لا يسمح بعقد جمعية عامة استثنائية بالطريقة التي اعتمدها الرئيس الحالي. وقال ''القانون الأساسي ينص على ضرورة أن يحضر الجمعية العامة المنتخبون وأعضاء مجلس الإدارة والمجلس الوطني، لكن ذلك لم يحدث''. وهتف المحتجون المقدر عددهم بحوالي 50 شخصا القادمون من 13 ولاية، برحيل الرئيس الحالي، ومنع عقد الجمعية العامة الاستثنائية غير القانونية. كما حضر عضو المجلس الإداري وهو الأمين العام لوزارة الصحة وإصلاح المستشفيات الدكتور عبد الله بوشناق، الذي رفض حضور الجمعية العامة رغم توجيه دعوة له. من جهته، قال رئيس الهلال الأحمر الجزائري بأن ''أبواب الهلال مفتوحة لكل الجزائريين''، وأن من يقود مثل هذه الحركة هم ''أعضاء مغضوب عليهم وسيتم تحويلهم على المجلس التأديبي''. وأضاف حاج حمو بن زقير في ندوة صحفية، بأن ''الجمعية العامة قانونية، واستغربنا حرماننا من تنظيمها في فندق السفير، حيث يقيم المدعوون والأعضاء، كما أننا تعودنا على عقد كل لقاءاتنا من دون أي رخصة''. وتابع رئيس الهلال ''هذه جمعية عامة استثنائية لتعديل القانون الأساسي وليست جمعية عامة انتخابية، حتى نطالب بالحصول على رخصة''. وأشار المتحدث إلى أن ''تعديل القانون يأتي بطلب من الفيدرالية الدولية للهلال الأحمر والصليب من أجل تماشي هيئتنا الإنسانية مع المتطلبات الحالية والقادمة''، واعتبر بأن ''المحتجين لا علاقة لهم بالهلال، كونهم من المنشقين ومن لم يجددوا عضويتهم''. وتابع ''كما سيتم تحويل عدد منهم على المجلس التأديبي''، كما أنهم لا يمثلون سوى 3 ولايات هي بجاية ووهران وسيدي بلعباس. وواصل الرئيس الإشراف على عمل 5 ورشات من أجل تعديل طرق تسيير الأموال والممتلكات، وإصدار ميثاق المنتخب والمتطوع في الهلال، حتى يتم تحديد التزامات وحقوق أي عضو ناشط في الهلال الأحمر الجزائري الذي يحصي 20 ألف عضو عبر الوطن. ورفض رئيس الهلال الأحمر الحديث عن أزمة في الهيئة الإنسانية، مؤكدا بأن ''المحتجين لا يرغبون في أن تنظم كل الأمور بطريقة قانونية وتحدد المهام والوجبات بدقة، لمنع حدوث أي تجاوزات وانحرافات''. وأضاف ''لا نريد جر بعض المشاكل للعدالة، لأننا نريد أن يكون مقر الهلال الأحمر هو المغسلة التي نطرح فيها كل المشاكل والخلافات''.