10 آلاف قتيل في ليبيا منذ بداية الثورة في وقت تراوح العمليات العسكرية في ليبيا مكانها، وعجز الثوار عن إحراز أي تقدم، وفشل قوات الناتو في شل تحركات قوات القذافي في الميدان، بدأت الدعوات للدفع بالحل السياسي السلمي لوضع حد للأزمة الليبية يأخذ إجماعا متزايدا لدى المجموعة الدولية وإن لم تتضح معالم هذا الحل السياسي. كانت تركيا قد أعلنت منذ يومين عن مبادرة لوقف الاقتتال بين طرفي الأزمة، ومنح الفرصة لحل سياسي، وفي هذا السياق قال رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل في تصريحات صحفية إن المجلس مستعد لمناقشة المبادرة التركية، إن تضمنت رحيل القذافي وأسرته، أما خالد كعيم نائب وزير الخارجية الليبي، فقال إن بلاده ترحب بالمبادرة التركية، موضحا أن أنقرة حاولت منذ بداية الأزمة الليبية أن ''تلعب دور شريك إيجابي مع جميع الليبيين''. ودعت المبادرة التركية إلى وقف إطلاق نار فعلي وفوري، ورفع قوات القذافي حصارها عن المدن التي تحاصرها، إضافة إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع الليبيين دون تمييز، وتوفير مناطق آمنة. واقترح أردوغان في السياق، إشراك الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجميع المنظمات الدولية في المقترح التركي. وكان وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبي قد قال أول أمس الخميس أمام مجلس الشيوخ ''من الواضح أن القذافي فقد شرعيته كلها، ومعسكره يتفكك، ونحن نشهد المزيد من الانشقاق عليه كل يوم. ومن الناحية الأخرى فان قواته وقوات المعارضين تواصل القتال دون أن يكسب أي طرف''. وأضاف ''في هذا السياق غير المحسوم على الإطلاق يصبح من الضروري أكثر من أي وقت مضى إيجاد حل سياسي، وهذا ما نعمل على تحقيقه اليوم''. على صعيد آخر، قدر المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا عدد ضحايا الاشتباكات في البلاد خلال الأسابيع الماضية بعشرة آلاف قتيل، وقال عبد الحفيظ غوقة الناطق باسم المجلس الانتقالي في بنغازي أمس، إن عدد الضحايا في طرابلس ومصراتة بلغ ألف شخص في كل منهما، بالإضافة إلى ما يقرب من 1500 قتيل في الزاوية. وأشار المتحدث إلى أن مدينة مصراتة المحاصرة من قبل قوات القذافي، تشهد وقوع نحو 20 قتيلا بشكل يومي. ميدانيا، تشهد مدينة مصراتة مواجهات عنيفة بين الثوار وقوات القذافي، ما دفع بعشرات السكان إلى النزوح منها، فقد شنت كتائب القذافي صباح أمس هجوما بغرض التوغل وسط المدينة، لكن الثوار منعوا ذلك، حسبما كشف عنه حسن المصراتي لوكالة رويترز. وقال حسن إن الثوار يحاولون عرقلة إمدادات قوات القذافي لتخفيف حصارها الذي تفرضه على المدينة. وسبق للأمم المتحدة أن حذرت من ''وضع كارثي'' في مصراتة، التي تحاصرها قوات القذافي ويتحصن داخلها الثوار. وقالت المنظمة الأممية إن مئات الأشخاص في مصراتة قتلوا وجرحوا، وأن سكان المدينة البالغ عددهم نحو ثلاثمائة ألف نسمة يعانون من نقص في المياه والغذاء والدواء. أما في أجدابيا، فقالت قناة الجزيرة إن الثوار يسيطرون على المدينة بشكل كامل، وأنهم بدأوا يتحصنون فيها استعدادا للدفاع عنها بعد أن وصلت إليهم تعزيزات جديدة، وأوردت وكالة الأنباء الفرنسية أن الثوار والمدنيين بدأوا يغادرون المدينة. وفي خضم هذا الجدل، نفى الحلف وجود ''مأزق'' في ليبيا سواء على الصعيد السياسي أو العسكري، وذلك رداً على تصريحات ضابط أمريكي كبير. وقالت المتحدثة باسم الناتو ''لا وجود لمأزق في ليبيا، بل على العكس، المجتمع الدولي يتقدم لإيجاد حل سياسي''. وقال الأميرال راسل هاردينغ، القائد المساعد للعمليات العسكرية في ليبيا، لصحافيين ''لن نقدم اعتذاراً''، وأضاف أن ''الوضع الميداني كما قلت كان ولا يزال متغيراً وغير محدد. وحتى أول أمس لم تكن لدينا معلومات بأن المجلس الوطني الانتقالي يستخدم دبابات''. لكن الحلف اعترف بمقتل معارضين ليبيين ''بنيران صديقة'' قرب ميناء البريقة، حيث قال راسل ''يبدو أن ضربتين من ضرباتنا ربما تسببتا في مقتل قوات من المعارضة''. ونقلت وكالة ''أسوشيتد برس'' عن حلف الناتو قوله إنه يحاول إيجاد طريقة لكسر الحصار الذي تفرضه قوات القذافي على مصراتة منذ نحو أربعين يوما.