تحفظت المعارضة اليمنية على المبادرة الخليجية التي تنحي الرئيس صالح عن الحكم وتنقل السلطة بشكل سلمي لنائبه، فيما باشرت في تشكيل حكومة جديدة، غير أن شباب الثورة عبر عن رفضه المطلق للمبادرة التي رحب بها صالح. وبررت المعارضة ممثلة في تكتل اللقاء المشترك عدم موافقتها أو رفضها بكونها لم تطلع على كافة نصوصها، لكن مصادر سياسية في لجنة الحوار الوطني كشفت عن وجود خلافات بين قيادات تكتل المعارضة المكون من ستة أحزاب، فمنهم من يشترط الرحيل الفوري لصالح للموافقة على المبادرة الثانية المقدمة من دول الخليج، وآخرون يرحبون بها تخوفا من جر البلاد إلى حرب أهلية. ورغم تحفظ الناطق الرسمي باسم المعارضة، القيادي في حزب الإصلاح الإسلامي، محمد قحطان، على المبادرة كونه، حسب قوله، لم يتسلموا نص المبادرة الخليجية بشكل رسمي حتى الآن، إلا أن الأمين العام لحزب الحق، أحد تكتل المعارضة، حسن زيد قال ل''الخبر'': ''نرفض المبادرة الثانية المقدمة من دول الخليج التي لا تحمل مطالب معظم أبناء الشعب اليمني''. وأضاف: ''لا يمكن التنازل عن سقف مطالبنا وهو الرحيل الفوري للرئيس صالح عن الحكم''، معتبرا صيغة المبادرة بأنها تحول نائب صالح لقفازات يستخدمها للاستمرار في سياسته القمعية ونهب خيرات وثروات اليمن. وتواصل قيادات تكتل اللقاء المشترك المعارض اجتماعاتها لمناقشة المبادرة والخروج برؤية موحدة سيتم الإعلان عنها لاحقا. ومن جهته، رحب الرئيس صالح بمبادرة الوساطة الخليجية، وقال بيان صادر عن مكتب الرئيس اليمني بأن صالح يرحب بجهود دول مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة الحالية في اليمن، مشيرا إلى أن الرئيس ليس لديه تحفظات بخصوص نقل السلطة سلميا بما يتماشى مع الدستور. وبعيدا عن الصراع السياسي بين المعارضة والحاكم، أعلن شباب الثورة في اليمن رفضهم للمبادرة الخليجية. وقال بيان للجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية بالعاصمة صنعاء: ''نؤكد رفضنا المطلق للمبادرة التي أطلقها وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، إن المبادرة بشكلها النهائي أثبتت صحة موقف الشباب المعلن سابقاً والرافض لأي مبادرة لا تنطلق من ساحات الاعتصامات كونها لن تلبي طموحات شباب الثورة ولن تمثل إرادة الشعب اليمني وعلى رأسها تنحي الرئيس وأقاربه فورا ومحاكمتهم مع كل المتورطين في جرائم قتل أبناء الشعب''. وأكدت اللجنة أن شباب الثورة سيستمرون في ثورتهم السلمية بالساحات حتى تحقيق كافة مطالبهم. إلى ذلك تظاهر أمس الإثنين مئات الآلاف من المحتجين في معظم المدن اليمنية، مرددين شعارات مطالبة بالتنحي الفوري لصالح، رافضين المبادرة الخليجية كونها تضمن حصانة للرئيس صالح ونظامه. واشترط المتظاهرون في 13 مدينة يمنية موافقتهم على أي مبادرة تحدد موعدا زمنيا لرحيل صالح، معلنين في التظاهرة التي دعت لها اللجنة العليا للثورة الشعبية رفضهم لأي حوارات أو مبادرات من شأنها الالتفاف على مبادرات الشباب، مؤكدين استمرارهم معتصمين في الساحات ما دام نظام صالح يحكم. ومن جهتها اتهمت المنظمة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات ''هود'' وزارة الداخلية بإطلاق سراح مسجلين خطر من السجن المركزي بالعاصمة صنعاء لتوظيفهم ضمن فرق مسلحة مكلفة بتنفيذ هجمات واعتداءات على المعتصمين بساحة التغيير. وقال منسق لجنة الشكاوى والبلاغات بمنظمة ''هود''، المحامي عبد الرحمن برمان، إن المنظمة توصلت إلى أدلة دامغة تثبت تورط الداخلية في توظيف مجاميع من المسجلين خطر في قضايا جنائية كالقتل والسرقة والتهجم للقيام بتنفيذ هجمات واعتداءات على المعتصمين بساحة التغيير بصنعاء والمناوئين للنظام.