يخطئ مَن يظن أنّ سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يطلب رأي النساء في القضايا الّتي تمس المرأة أو الّتي تهم خصوصياتها فقط، بل كان يطلب رأيها في أمور المسلمين العامة والخاصة. لقد كان الآباء وأولياء الأمر في المجتمع آنذاك يجبرون المرأة على الزواج بمَن يريدون هم بغضّ النّظر عن رأيها، فجاء سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم فنهى عن ذلك، وأكّد حق المرأة في أن تُستشار في شأن الزواج، وأنّه لا يحق إجبارها على مَن لا ترضى به. وتتساوى النساء جميعًا في ثبوت هذا الحق، إلاّ أنّ وسيلة التعبير عنه تختلف بحسب طبيعة المرأة، فيفرق الإسلام بين البِكر وهي الّتي لم تتزوّج قبل، وبين الثيِّب وهي الّتي سبق لها الزواج، وطُلّقت أو توفي عنها زوجها. يقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''الثَيِّب أحق بنفسها من وليّها، والبِكْر تُستَأمَر، وإذنها سكوتها'' أخرجه مسلم. وسبب ذلك أنّ الفتاة البكر قد يغلبها الحياء فلا تتكلّم، فحين تصمُت فهو أمارة على رِضاها، أمّا حين ترفض فلا يحق لأحد إجبارها.