في الوقت الذي أصرت فيه الأندية المحترفة بقسميها الأول والثاني على مقاطعة المنافسة المبرمجة نهاية هذا الأسبوع، احتجاجا على تماطل الوزارة الوصية في تنفيذ تعهداتها القاضية بمنح الأندية ال32 دعما ماليا معتبرا بقيمة 10 ملايير سنتيم، وكذا قطع أرضية لإنشاء مراكز تكوين، التزمت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم الصمت الذي ليس له ما يبرره في ظل مسؤوليتها في تسيير هذه اللعبة. رغم اقتناع ممثلي الأندية بضرورة التمسك بتهديداتهم، تحت غطاء الجمعية الوطنية لرؤساء الأندية المحترفة في اجتماع يوم الأربعاء الماضي، لإرغام الحكومة على تلبية مطالب الأندية، فقد علمنا أن رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة، الذي كان منشغلا باجتماع الاتحاد العربي لكرة القدم بالكويت، لم يرد الخوض في هذه القضية بسبب تشبثه بهذه الفكرة التي كان قد اتخذها في وقت سابق بعد أن توترت علاقته مع وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار، حين طلب منه رئيس ''الفاف'' إيجاد حل عاجل للأندية، فلم يهضم روراوة جواب الوزير حين قال له ''هذه الأمور تدخل ضمن صلاحياتي''، وحينها قرر الرجل الأول في قصر دالي إبراهيم ترك الوزير أمام مسؤولياته تجاه رؤساء الأندية. ومنذ ذلك الحين، كان الهاشمي جيار يكتفي بمهمة رجل المطافئ، وذلك بتنظيم اجتماع مع مسؤولي الأندية، للحيلولة دون تنفيذ تهديداتهم بمقاطعة المنافسة، من خلال تقديم وعود معسولة لحل هذا الإشكال، ويجهض مساعي الأندية بطريقة دبلوماسية أمام جشع الرؤساء الذين يعانون حاليا من أزمات مالية خانقة. وحسب ما علمناه من مصدر عليم، فإن بعض رؤساء الأندية يكونون قد اتصلوا برئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة بالكويت، لإطلاعه على القرار المتخذ خلال اجتماع الجمعية الوطنية لرؤساء الأندية المحترفة، وكذا من أجل معرفة موقفه، لكن رئيس ''الفاف'' رفض التعليق عما بدر منهم، يضيف المصدر، ليكتفي بإبلاغهم أن هذه القضية ليست من صلاحياته. وهو موقف لا يخدم وزير القطاع الهاشمي جيار، حتى ولو أن تلبية مطالب الأندية المحترفة لا يتحمّلها وحده، وإنما يتوجب تدخل الحكومة مادامت القرارات اتخذت سالفا من قبل مجلس الوزراء. وإذا كان رئيس الجمعية محفوظ قرباج متفائلا بإيفاء الوزارة الوصية بوعودها المقدمة خلال اجتماع أول أمس، حيث لا يستبعد شروع الدولة في تلبية مطالب الأندية ابتداء من هذا الأحد؛ فما هي السياسة الجديدة التي ستنتهجها الأندية في حال تأخر الحصول على ''الملموس''.