الأحزاب الكلاسيكية انتهت ونثمّن تشكّل طبقة سياسية جديدة تمثّلها وجوه شابة دعا الناشط السياسي ومؤسس حزب ''جيل جديد'' غير المعتمد، السيد جيلالي سفيان، إلى مواصلة الضغط الشعبي على السلطة في الجزائر لدفعها إلى الخضوع لمطالب الشعب في إحداث تغيير سياسي حقيقي في الممارسات والقوانين والنظام السياسي الحاكم في البلاد. قال جيلالي سفيان الذي أعلن قبل شهر، عن تأسيس حزب سياسي باسم ''جيل جديد'' رفقة مجموعة من الناشطين السياسيين، أن الضغط الشعبي والسياسي الذي مارسته قوى سياسية ومنظمات المجتمع المدني والشعب على السلطة، نجح في دفع هذه الأخيرة إلى تغيير خطابها والرضوخ لبعض المطالب الشعبية وتقديم سلسلة من الوعود. مشيرا الى أن هذا الضغط يجب أن يتواصل لأقصى حد ممكن من أجل إجبار السلطة على عدم التلاعب بطموحات الشعب والتخلي عن سياسة تقديم الوعود والأوهام. واعتبر جيلالي سفيان الذي يستعد لتقديم ملف اعتماده شهر ماي المقبل إلى وزارة الداخلية، أن الرئيس بوتفليقة والمجموعة المحيطة به في الحكم لا تملك الرغبة الحقيقية في إنجاز أي تغيير حقيقي لأنها تعيش في محيط مغلق. موضحا أن ''الرئيس بوتفليقة المطلوب منه التنحي عن السلطة يجسد كل خصوصيات النظام الجزائري المتميز بالفردانية والتفكير الأحادي وإقصاء الآخر وعدم الاستماع الى أي طرف منذ الاستيلاء على الرمز الوطني ومكونات ثورة أول نوفمبر عشية الاستقلال عام .''1962 وأضاف المتحدث ''لكن بالرغم من ذلك، فإنه لا أحد يمكن أن يعترض التغيير التاريخي الذي تمر به الجزائر والمنطقة العربية مهما كانت قوة النظام''. وفي منظور المتحدث الذي أدى، أمس، زيارة الى مقر ''الخبر'' أن الأحزاب الكلاسيكية كجبهة التحرير الوطني والأرندي وحمس، انتهت شعبيا ولا يمكن أن تكون مفتاحا للتغيير الحقيقي والعميق. قائلا ''إن الأحزاب التي تعيش في السلطة منذ التسعينيات لا يمكن أن تتفهم طموحات شباب كان عمره 10 سنوات عندما بدأت الأزمة الأمنية وصار الآن عمره 30 سنة''. واعتبر رئيس الحزب الجديد أن أبرز دليل على عدم رغبة السلطة في إحداث التغيير الحقيقي، تصريح بلخادم بأن حزبه يرغب في عهدة رابعة للرئيس بوتفليقة، وأن الجبهة تسعى للبقاء في السلطة حتى ''2030 وكذا ''تصريح وزير الداخلية دحو ولد قابلية الذي أكد أن قانون الأحزاب الجديد الذي يجري تعديله، لن يدخل حيز التنفيذ قبل منتصف السنة المقبلة ,2012 أي بعد الانتخابات التشريعية التي تجري قبل شهر جوان ,2012 ما يعني تشكيل برلمان لعهدة أخرى حتى 2017 من الأحزاب التقليدية ومنع الأحزاب الجديدة من المشاركة في الانتخابات المقبلة. مشيرا الى أن ذلك يستهدف ربح الوقت من قبل السلطة والتلاعب بطموحات الشعب الجزائري في التغيير. وثمّن المتحدث بوادر ظهور وتشكّل طبقة سياسية جديدة تمثّلها وجوه شابة. وردا على سؤال حول ابتعاده من الساحة السياسية لسنوات والأسباب التي دفعته الى العودة للنشاط السياسي مجددا، قال جيلالي سفيان إنه ''لم يكن بعيدا أبدا عن الساحة السياسية وكان يسجّل مواقفه عبر المساهمات في الصحف، لكن التحولات السياسية وتوفّر أسباب وصفها ب''التاريخية'' بسبب توفر عوامل التغيير التاريخي والشعبي، دفعته إلى التفكير مع مجموعة من الناشطين السياسيين الذين لم يكونوا يوما في السلطة لتشكيل تنظيم سياسي. ورفض المتحدث وضع حزبه الجديد تحت أي تصنيف إيديولوجي. مشيرا إلى أن الحزب يتبنى المواقف الديمقراطية والدفاع عن الحريات وحقوق الانسان وحرية الرأي والتعبير.