أعلن الرئيس الأمريكي، الليلة ما قبل الماضية، نجاح وحدة مختصة تابعة للاستخبارات الأمريكية في قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، بعدما فشلت في إلقاء القبض عليه حيا. وقال الرئيس أوباما، في خطاب له عقب العملية: ''بناء على توجيهاتي، شنّت الولاياتالمتحدة عملية موجهة ضد هذا المجمع في أبوت باد باكستان. وقام فريق صغير من الأمريكيين بتنفيذ العملية بشجاعة ومقدرة هائلتين. لم يصب أي أمريكي. لقد توخوا الحذر لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين. وبعد تبادل لإطلاق النار، قتلوا أسامة بن لادن واصطحبوا جثته''. وكشف أوباما عن تفاصيل العملية التي بدأت، حسبه، منذ شهر أوت الماضي، عندما حصلت أجهزة الاستخبارات على خيط يمكن أن يقودها إلى بن لادن في مخبئه داخل مجمع في عمق الأراضي الباكستانية، مضيفا ''الأسبوع الماضي، خلصت إلى أننا قد حصلنا على معلومات كافية لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وأمرت بالقيام بعملية للقبض على أسامة بن لادن وتقديمه إلى العدالة، لكن العملية انتهت بمقتله''. وأوضح أوباما أن ''مقتل بن لادن يمثل حتى الآن أهم إنجاز في جهود قهر القاعدة''، لكنه شدّد على أن ''مقتل بن لادن رد على اعتداءات 11 سبتمبر التي خلفت مقتل ثلاثة آلاف مواطن، لا يمثل نهاية لجهود واشنطن في مكافحة الإرهاب''، متوقعا ''رد فعل من قبل القاعدة ومواصلتها الهجوم ضدنا. واعتبر أوباما أن الحرب التي تقودها واشنطن ضد الإرهاب ليست موجهة ضد الإسلام، قائلا ''نؤكد مجدّدا أن واشنطن ليست ولن تكون أبدا في حالة حرب مع الإسلام''، مشيرا إلى أن ''بن لادن لم يكن زعيما للمسلمين، بل سفاحا لهم، وتنظيمه ذبح العشرات من المسلمين في كثير من البلدان''. وبرّر أوباما تنفيذ العملية من قبل الاستخبارات الأمريكية داخل عمق الأراضي الباكستانية بقوله ''لقد أوضحت مرارا وتكرارا على مر السنين أننا سنتخذ الإجراءات اللازمة داخل باكستان إذا علمنا أين بن لادن''، مشيرا إلى أنه تحدث هاتفيا مع الرئيس زرداري. وشدّد أوباما ''لن نتسامح أو نتهاون مع أي تهديد لأمننا''. ولم يكشف الرئيس أوباما عن التفاصيل التقنية للعملية، لكن مصادر أمريكية سرّبت تفاصيل الخطة إلى الصحف، التي بدأت بمتابعة ورصد أحد مراسلي بن لادن الموثوق بهم، لأكثر من عامين، ونجحت في شهر أوت الماضي في تحديد مكان إقامته وشقيقه في المجمع الفخم المنعزل في منطقة ''أبوت باد''، شمال العاصمة الباكستانية. وقال مسؤول أمريكي ''عندما رأينا المبنى الذي تحيط به العديد من المنازل السكنية، صعقنا مما شاهدنا، أنه فريد وأكبر بثماني مرات عن أي منزل آخر في ذات الضاحية الثرية، والأخوان لا يملكان الموارد المالية لامتلاكه''. وأشار إلى أن ساكني المجمع، بمن فيهم أسامة بن لادن، كانوا وعلى خلاف القاطنين في المنطقة، يحرقون الفضلات ولا يخرجونها إلى الشارع، لمنع أي شكوك. لكن المخابرات الأمريكية راودتها شكوك في أن يكون المجمع الفخم بُني خصيصاً لإيواء مشتبه به، أو إرهابي كبير، وقادت الشكوك إلى احتمال أن يكون المعني هو بن لادن، قبل أن يتم التأكد من ذلك، ما دفع إلى تجهيز فريق صغير من القوات الأمريكية لتنفيذ المداهمة، قوبلت بمقاومة من قبل بن لادن وثلاثة رجال آخرين، وانتهت المواجهات المسلحة بمقتل بن لادن ومن معه.