ينتظر الأمريكيون، اليوم، زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لموقع ''غراوند زيرو'' بنيويورك بكثير من الشغف، ليس فقط للاحتفال بمقتل زعيم القاعدة، أسامة بن لادن، ولكن أيضا لتوضيح الرؤية بشأن العديد من نقاط الظل التي ما زالت تحوم حول مقتل عدو أمريكا الأول، خصوصا في ظل التصريحات المتناقضة التي صدرت عن مختلف المسؤولين الأمريكيين خلال الأربعة أيام الماضية التي تلت العملية. قرر الرئيس باراك أوباما الاحتفال بطريقة خاصة بمقتل أسامة بن لادن، وذلك من خلال الزيارة التي سيقوم بها، اليوم، لموقع مركز التجارة العالمي، حيث سيلتقي خلال هذه الزيارة بعائلات الذين قضوا في هجمات الحادي عشر سبتمبر. ومن المتوقع أن تشهد هذه الزيارة حضورا كبيرا للأمريكيين استكمالا للاحتفالات التي أقاموها منذ الإثنين الماضي، حيث ما زالت شوارع مدينة نيويورك والعديد من المدن الأمريكية الأخرى تشهد توافدا لآلاف الأشخاص يوميا. وإذا كانت حركة الاحتفالات قد بدأت تتراجع في العديد من المناطق الأمريكية الأخرى، فإن الأمر يختلف في مدينة نيويورك، في ظل احتوائها على أحد رموز آثار أسامة بن لادن. وذكرت وسائل الإعلام الأمريكية أن أوباما وجه دعوة للرئيس السابق جورج بوش لحضور الاحتفالات، إلا أن الأخير اعتذر، مفضلا الاحتفال كمواطن عادي مع بقية الأمريكيين. وتأتي هذه الدعوة كمبادرة من أوباما بهدف إظهار الوحدة التي يتميز بها الأمريكيون عندما تكون بلادهم أمام تهديدات خطيرة، وهو ما فهم منه العديد من المراقبين أنها ستكون فرصة جديدة لأوباما لاستمالة أتباع الحزب الجمهوري في الاستحقاقات القادمة. لكن الأهم من ذلك أن الأمريكيين ما زالوا يبحثون عن إجابات واضحة حول العديد من الاستفهامات بخصوص ما تسرب لحد الآن من معلومات من المسؤولين الأمريكيين. وهي المعلومات التي جاءت متناقضة في العديد من تفاصيلها. وكانت وسائل الإعلام الأمريكية قد تطرقت إلى هذا الموضوع بالنقاش، وركزت على عدد من النقاط يتعلق معظمها بالظروف التي جرت فيها عملية تصفية بن لادن. حيث تناقضت تصريحات المسؤولين حول إن كان بن لادن مسلحا أثناء الهجوم. ففي الوقت الذي أكد مستشار الرئيس الأمريكي لمكافحة الإرهاب، جون برينان، أن عملية قتل بن لادن تمت بعد معركة مسلحة، وأن بن لادن استعمل امرأة كدرع بشري، جاء جي كارني، السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، ليفند ما جاء على لسان برينان، حيث أشار كارني إلى أن بن لادن لم يكن مسلحا عندما تم قتله، مضيفا أن قرار قتل بن لادن تم اتخاذه أثناء العملية. وحتى هذا التصريح جاء مناقضا لتصريحات البيت الأبيض في اليوم الأول لمقتل بن لادن، والتي جاء فيها أن مهمة الفريق الذي أتم العملية كانت قتل بن لادن وليس اعتقاله. وفي السياق نفسه، أكدت وسائل الإعلام الأمريكية أن النقاش ما زال متواصلا في البيت الأبيض حول نشر صور عملية القضاء على بن لادن من عدمه. وتشير التقارير إلى أن البيت الأبيض يميل نحو كفة نشر الصور، إلا أن هذا الاقتراح يلقى معارضة من قبل بعض المسؤولين الأمريكيين، لما قد تثيره الصور من ردود فعل سلبية في مناطق عديدة من العالم، خصوصا في العالم الإسلامي، بعد النقاش الذي دار بين عدد من علمائه حول طريقة دفن بن لادن في البحر. أما مؤيدو نشر الصور فيعتقدون أن ذلك سيثبت للعالم أن الولاياتالمتحدة قتلت فعلا بن لادن.