عاشت العاصمة تونس، أمس، موجة جديدة من المواجهات بين مئات المتظاهرين وقوات الشرطة، في الوقت الذي بادرت القيادة السياسية إلى مجموعة من القرارات لتطويق الأزمة، أبرزها فرض حظر التجول ليلا في مناطق محددة. وفي تداعيات التصريحات التي أدلى بها وزير الداخلية السابق فرحات الراجحي بشأن تحضير الجيش للانقلاب على الإسلاميين في حال فازوا في انتخابات جويلية المقبلة، قرر فؤاد المبزع، رئيس الجمهورية المؤقت، إنهاء مهام السيد فرحات الراجحي من على رأس الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية. وشهد شارع الحبيب بورفيبة في وسط العاصمة التونسية، أمس، مواجهات بين المتظاهرين والشرطة، ردد خلالها الشباب المتظاهر شعارات مناهضة للحكومة وشعارات أخرى تطالب باستقالتها. وتجددت الاحتجاجات يوما واحدا بعد إقرار حظر التجول من وزارتي الداخلية والدفاع بإقليم تونس الكبرى وأريانة وبن عروس ومنوبة اعتبارا من أول أمس السبت إلى أجل غير محدود، وذلك بداية من الساعة التاسعة ليلا وإلى غاية الساعة الخامسة صباحا. وجرى في قرار الحظر استثناء الحالات الصحية العاجلة وأصحاب الأعمال الليلية. وعاشت عدة أحياء في تونس العاصمة، كحي العمران الأعلى والمروج وحي التضامن، ليلة السبت إلى الأحد، حالة طوارئ حيث سُمع دوي الرصاص مع تحليق كثيف للمروحيات، بعدما عمدت مجموعة من الشباب إلى خرق الحظر. وفي هذا السياق، سُمع إطلاق نار في منطقة الكرم شمال العاصمة، وذلك بعد نحو ثلاث ساعات من بدء تنفيذ قرار الحظر. بينما كان العشرات من شباب منطقة الكرم يقطعون بعض الطرق بإشعال الإطارات المطاطية. واستمر إطلاق النار الذي بدأ في حدود منتصف الليل بالتوقيت المحلي لمدة أكثر من خمس دقائق، وأطلقت الشرطة لاحقا القنابل المسيلة للدموع، قبل أن تشرع طائرات مروحية في التحليق فوق المنطقة حتى طلوع الفجر. وشهد السجن المدني بصفاقس، نهاية الأسبوع الماضي، فرار 58 سجينا بعد حالة من الفوضى نتجت عن إضرام النيران في زنزانتين.