قتل شخصين وأصيب المئات من المحتجين في مظاهرات سلمية المطالبة برحيل فوري للرئيس اليمني صالح ونظامه أمس الخميس بعدد من المدن اليمنية. فيما حمّلت المعارضة في اليمن الدول العربية والمجتمع الدولي مسؤولية ما يقع من مجازر بسبب مواقفها السلبية. وقالت مصادر محلية أن عناصر من يطلق عليهم بلاطجة النظام، قاموا أمس الخميس، بإطلاق الرصاص الحي باتجاه المتظاهرين الذين خرجوا بمسيرة سلمية مطالبة برحيل صالح ونظامه بالبيضاء. وأضافت المصادر ذاتها أن المسلحين كانوا يرتدون لباسا مدنيا ويعتلون مقر الحزب الحاكم في مدينة البيضاء، مطلقين الرصاص بكثافة على المسيرة عند عودتها الى ساحة الحرية المعتصمين فيها. وفي مدينة تعز أكبر المحافظات، أصيب مئات المتظاهرين أثناء إطلاق قوات الأمن الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع عليهم. وذكر مصدر محلي أن المتظاهرين خرجوا بمسيرة تجاه مكتب المالية في المحافظة تصدّت لهم القوات الأمنية بالرصاص الحي والقنابل الغازية. وقال مصدر طبي بالمستشفى الميداني أن عشرين شابا على الأقل جرحوا بالطلقات النارية، منهم من يوجدون في حالة خطيرة ونحو 250 آخرين أصيبوا باختناقات بسبب الغازات المسيلة للدموع. وفي العاصمة التي تشهد حالة غضب وحزن على الضحايا الذين سقطوا خلال الزحف السلمي صوب مبنى الحكومة، ارتفع عدد القتلى الى 13 قتيلاً و320 جريح بالرصاص الحي وما يقرب من 700 آخرين مصابين باختناقات الغازات. هذا وتشهد عدد من المدن اليمنية موجة غضب تصعيداً للمطالبة بتنحي الرئيس صالح في إطار الخطة التصعيدية التي أعلنتها اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية السلمية استعداداً ليوم الزحف. وتزداد الإدانات والاحتجاجات المحلية والدولية ضد النظام اليمني نتيجة استخدامه العنف المفرط ضد المعتصمين، في وقت أكدت الداخلية أنها ستتخذ خطوات صارمة لتعزيز الإجراءات الأمنية وإعادة هيبة الدولة في مختلف المناطق اليمنية. ومن جهتها، ناشدت المعارضة اليمنية ممثلة بتكتل اللقاء المشترك دول الخليج والجامعة العربية والأصدقاء في أوروبا وأمريكا وكل أحرار العالم، للتدخل وممارسة ضغطهم لوقف المجازر التي ترتكبها قوات علي صالح ضد المعتصمين سلمياً في صنعاء وتعز والحديدة. وطالبت المعارضة في بيان لها ''المجتمع الدولي للقيام بدوره الإنساني والأخلاقي لإيقاف المجازر المستمرة ضد المعتصمين سلمياً والمطالبين بحقوق مشروعة والتي تصاعدت وتيرتها مساء الأربعاء، خاصة في العاصمة صنعاء ومدينتي الحديدة وتعز وسقط خلالها عدد من الشهداء ومئات الجرحى بالرصاص الحي واختناقات بالغازات السامة''. واعتبرت المعارضة في بيانها: ''أن الصمت العربي والدولي تجاه المجازر التي ارتكبتها سابقاً قوات عسكرية وأمنية يديرها أقارب صالح مع مجاميع مسلحة مأجورة، أنها ضوء أخضر للاستمرار فيها بصورة أفظع من السابق ويتوجب على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات حازمة لوقف هذه المجازر''. من جانبه، أدان الاتحاد الأوروبي في بيان شديد اللهجة العنف والقمع المتواصل للمحتجين في صنعاء وتعز والمدن اليمنية الأخرى، داعيا الحكومة وقوات الأمن لوقف استخدام العنف فورا.