علمت ''الخبر'' من مصدر مطّلع أن مصالح أمن دائرة الشريعة، قد فتحت إجراءات البحث والتحري للوقوف على خلفيات وملابسات إقدام تلميذ بمتوسطة إبراهمي التابعي على محاولة الإنتحار حرقا. تعود وقائع القضية إلى نهاية الأسبوع، عندما تقدّم التلميذ ''م. ر'' المتمدرس بالصف الثاني متوسط من مقر المؤسسة لمواصلة دروسه، وهذا بعد فترة غياب طويلة من 20 أفريل 2011إلى 12 ماي2011، دون تقديم أي مبرر عن هذا التغيب، فطالب المراقب العام للمؤسسة التربوية من التلميذ إحضار ولي أمره قبل التمكن من الإلتحاق بالدراسة، وهذا قصد لفت الإنتباه لهذه الوضعية طبقا لما هو معمول به على مستوى كل المؤسسات التربوية. وكان قصد المستشار التربوي بعد تحدث التلميذ عن فترة مرضية إلزامية، تقديم الشهادة الطبية أو الإقامة بالمستشفى، غير أن المعني توجّه إلى محطة الوقود بطريق تبسة والمقابلة لذات المتوسطة، وتمكّن من توفير كمية من البنزين في قارورة رشّ بها جسده، واقتحم ساحة المؤسسة وهو يصرخ من شدة انتشار ألسنة اللهب في جسده. وحسب شهود عيان فإن كل الحاضرين للواقعة من الموظفين والعمال بذلوا كل المجهودات لإنقاذه، كما أمر الطاقم الطبي لمستشفى الشريعة بنقله على جناح السرعة إلى مصلحة طب الحروق بقسنطينة. من جهته كشف مدير التربية بتبسة عن تشكيل لجنة لتقصي الحقائق، كما تم إرسال تقرير بالحادثة وكل خلفياتها إلى الوزراة الوصية. وأضاف المسؤول عن قطاع التربية بالولاية في مكالمة هاتفية ل''الخبر'' أن حالة التلميذ في استقرار مستمر وأنه تمت زيارته كمساندة معنوية، موضّحا أنه لا يوجد أي سبب ليدفع المربّون بهذا التلميذ لمثل هذه الوضعيات المأساوية. وحسب مصدر مقرّب من عائلة التلميذ فإن والده لم يكن على علم بغياب ابنه، وأنه علم فقط عندما طُلب منه إمكانية استصدار شهادة طبية لفترة مرضية لتبرير الغياب، غير أنه وبعد الحادثة أبدى تفهما كبيرا، مؤكدا أن الأمور تسير بقضاء الله وقدره. وخلّفت الحادثة آثارا نفسية سلبية في وسط عائلة التلميذ، كما هو الحال بالنسبة للرأي العام المحلي بالولاية.