تحوّلت قضية الفتنة الطائفية في مصر إلى بركان أوشك على الفوران، ومازال يلقي بحممه يوما بعد آخر، كان آخرها ما شهدته منطقة وسط القاهرة، مساء أول أمس، بعد تجدد الاشتباكات الطائفية، ما أدى لوقوع ما يقرب من 100 مصاب، بعدما هاجم اعتصاما للأقباط أمام مبنى ماسبيرو مجموعة من البلطجية وقاموا بقذف المتظاهرين بقنابل المولوتوف والحجارة. وقامت قوات الجيش بمحاصرة المكان والسيطرة على الوضع، لكن دون حل للمشكلة، وذلك في الوقت الذي مازالت فيه الكاتدرائية تتمنع عن توجيه أبنائها وإنهاء الاعتصام أمام ماسبيرو، الذي دخل يومه ال9 بعد ما يعرف بأحداث إمبابة والتي تم خلالها إحراق كنيسة العذراء وسقوط 14 قتيلا. وترجع الأحداث لإسلام فتاة تدعى عبير طلعت وهروبها من زوجها المسيحي واحتجازها في إحدى كنائس إمبابة. ومن جانبه حمّل القس فيلوباتير، كاهن كنيسة العذراء بمنطقة فيصل، وزارة الداخلية المسؤولية عن أحداث الهجوم والاعتداء على المعتصمين من الأقباط أمام ماسبيرو. وقال فلوباتير في تصريحات ل''الخبر'' إن تصريحات اللواء منصور العيسوى، وزير الداخلية، بفض الاعتصام وراء ما حدث. وأوضح أن الهجوم كان ''من الجهات الأربع''، ما يشير إلى أنه هجوم منظم. ونزلت ''الخبر'' إلى منطقة الأحداث، حيث مازال اعتصام الأقباط قائما أمام المبنى، وسط حالة من الفوضى والطوق الأمني وبقايا السيارات المحترقة جراء أحداث مساء أمس الأول السبت، بعد هجوم مجموعة من البلطجية عبر كوبري 15 ماي على المتظاهرين وقذفهم بقنابل المولوتوف والطوب. وكشف محمد خضر، بائع متجول على كوبري 15 مايو، عن قيام بعض الباعة المتجولين وأصحاب المراكب السياحية القريبة من كورنيش ماسبيرو بالهجوم على المتظاهرين ومحاولة تفريقهم بدعوى أنهم يقطعون عنهم لقمة العيش. وأوضح خضر أن المسؤولين عن تلك المراكب قاموا، خلال الأيام الماضية، بتسريح عدد من العاملة بها نظرا لتوقف النشاط بشكل شبه كامل، بسبب مظاهرات الأقباط عند ماسبيرو ما تسبب في قطع عيش هؤلاء العاملين، على حد تعبيره. وقال إن هؤلاء العمال منهم مسلمون ومسيحيون، فما كان منهم إلا أن جمعوا زجاجات ووضعوا فيها بنزينا وقاموا بإلقائها لتفريق المتظاهرين فقط. فيما أكد أحد شباب ماسبيرو أنهم فوجئوا بمجموعة من البلطجية يهجمون عليهم من كوبري 6 أكتوبر، وكذلك من 15 مايو في محاولة لمحاصرة المتظاهرين، وقاموا بإطلاق الرصاص الحي من مسدسات وكذلك إلقاء قنابل المولوتوف على السيارات الموجودة بالمكان، ووقع بينهم عدد كبير من الجرحى وقتيل وربما أكثر.