حذر حسين آيت أحمد، زعيم جبهة القوى الاشتراكية، من ''تسونامي سيضرب البلاد، إن لم تأخذ الأمور منحى جديا''، ونقل عنه أن مصداقية لجنة المشاورات التي يرأسها عبد القادر بن صالح ''منقوصة، وتسعى السلطة من خلالها إلى ربح الوقت''. أوضح السكرتير الأول للأفافاس، كريم طابو، في ندوة صحفية عقدها أمس بمقر الحزب، أن وفدا عن الأفافاس التقى زعيمه حسين آيت أحمد بمقر إقامته في سويسرا، وعاد بقرارات وصفت بالهامة، خصت بالنسبة للوضعية الداخلية للحزب، تغييرات عميقة في مسؤولي القيادة الوطنية، بينما عزا كريم طابو التغييرات المعتمدة إلى ضرورة التكيف مع التطورات السياسية الداخلية والوضعية العامة التي تشهدها البلاد، وكذا إنجاح الورشات التي فتحها الحزب بدعوة من زعيمه. واعتبر آيت أحمد أن السلطة تسعى إلى ربح الوقت في حديثه مع وفد حزبه، عن المشاورات التي يجريها عبد القادر بن صالح ومعاونوه حول الإصلاحات السياسية، وشكك في جديتها ونجاعتها، بينما حذر من ''تسونامي'' يضرب البلاد فيما لو لم تنحو السلطة إلى حوار ونقاش جدي وحقيقي، بخصوص مختلف المناحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ونقل طابو دعوة آيت أحمد إلى قول الحقيقة للرأي العام مهما كان شكلها، فيما تحدث عن ''مشاكل تهدد بفك الارتباط بين مؤسسات البلاد''. ومن بين ما استدل به السكرتير الأول للأفافاس بخصوص الموقف من لجنة المشاورات، دعوتها رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، مصطفى بوشاشي، للتشاور، وفي الوقت ذاته تمنعه من ممارسة نشاطاته. وقصد طابو الاستمرار في منع المسيرات التي دعا إليها بوشاشي في العاصمة رفقة فعاليات أخرى، بينما استرسل في نمط تعاطي السلطات مع احتجاجات العديد من الفئات في الآونة الأخيرة، على غرار الأطباء وأساتذة التربية، قبل أن يؤكد ''هذا دليل على عدم جدية المشاورات ميدانيا''. وإذا ما كانت مقاطعة الأفافاس للجنة المشاورات، مؤشر على مقاطعة محتملة للتشريعيات المقبلة، أكد منشط الندوة أن الحزب ''لا يتصرف ميكانيكيا''. وفي رده على سؤال حول استجابة عبد الحميد مهري، الأمين العام سابقا للأفالان، لدعوة لجنة المشاورات، في وقت يوجد تقارب في وجهات النظر بينه وبين آيت أحمد الذي قرر حزبه مقاطعة المشاورات، رد طابو ''صحيح هناك تطابق في وجهات النظر خاصة بعد أن طرح مهري مبادرته الأخيرة وأيدها زعيم الأفافاس، لكن كل واحد حر في قراراته''. وتحاشى طابو الخوض في تصريح الرئيس الأسبق أحمد بن بلة، لمجلة ''جون أفريك'' الفرنسية، الذي قال فيه إن ''آيت أحمد قبائلي أكثر من كونه جزائريا''، وأحال السكرتير الأول للأفافاس إلى ''الإضاءة'' التي قدمها المؤرخ محمد حربي بخصوص ما قاله بن بلة، لما أنصف آيت أحمد في إحدى كتاباته. في سياق آخر، نفى طابو أن يكون تلقى مراسلة من حركة مجتمع السلم في الأيام الأخيرة، من أجل الدعوة إلى ''تقارب''. ورد على سؤال بهذا الخصوص، قائلا إن قيادة الحزب استلمت رسالتين، واحدة في شهر جانفي الماضي في سياق طرح ''حمس'' لمبادرة من أجل التغيير والديمقراطية، أما الثانية فخصت دعوة لحضور احتفالية بمناسبة ذكرى رحيل نحناح، وعداهما لا يوجد ما يذكر. أما ما تعلق بالأزمة الليبية، فأكد طابو ما يراه آيت أحمد من أن الموقف الجزائري تصعب قراءته.