باتت ظاهرة رسائل ''الاستغاثة'' في حزب الدا الحسين، هذه الأيام، ملفتة للأنظار، خصوصا وأن الرسالة الثانية الصادرة في ظرف أقل من شهر جاءت موجهة هذه المرة إلى زعيم الأفافاس نفسه تدعوه لإنقاذ الحزب وانتشاله من العدمية التي سقط فيها والعودة إلى ما وصفته بدور الحزب الريادي· يظهر أن مناضلي جبهة القوى الاشتراكية يعيشون في حالة قلق وعدم تواصل كبير، فبعد رسالة الاستغاثة الأولى التي وجهها قاسم سوفغالم الأمين الأول الفدرالي بغرداية إلى كل مناضلي الأفافاس، وانفردت ''الجزائر نيوز'' بنشرها، جاءت رسالة استغاثة ثانية في أقل من شهر، بعث بها أمس مناضل الأفافاس، الدكتور كمال فخار إلى حسين آيت أحمد، تحت عنوان ''هل يمكن تدارك الأمور قبل فوات الأوان؟''، تحصلت ''الجزائر نيوز'' على نسخة منها· الدكتور فخار الذي انتقد الوضع الذي يعيشه الحزب، اعتبر أن الحالة التي وصل إليها الأفافاس مزرية في ظل ابتعاده عن مبادئه الأساسية وفقدان دوره المعارض، ولذلك رأى أنه من واجبه كمناضل أن يلفت نظر زعيم التنظيم السياسي إلى دخول حزبه الخط الأحمر، قائلا ''أدق ناقوس الخطر بشدة نظرا للحالة المزرية التي وصل إليها الحزب قبل فوات الأوان إذا لم يكن قد فات''، مؤكدا حالة اللاجدوى وعدم الفعالية السياسية التي يتخبط فيها الأفافاس، ''المتتبع للساحة السياسية يصدم بالغياب التام لحزب جبهة القوى الاشتراكية عنها، فبعدما كان المعارض القوي الذي يحسب له ألف حساب ويقدم اقتراحات وحلولا للأزمات الجزائرية··· نلاحظ حاليا تقلص دور الحزب في هذه السنوات الأخيرة إلى درجة الانعدام··''، وهو ما أثر، حسب الرسالة، سلبا على شعبية الحزب في ظل الأزمات والظروف السيئة التي يعيشها الكثير من الجزائريين· هذا، وفي إطار سياسة ''وضع الأصبع على الجرح'' التي انتهجها مناضل الأفافاس كمال الدين فخار، في تشريح الوضع الذي بات الحزب يتخبط فيه، اتهم السكرتير الأول للحزب كريم طابو بخلق الصورة الجديدة والسيئة للأفافاس، بغيابه عن كل اهتمامات المواطنين، وفي المقابل كان دائما حاضرا للسب والشتم، حسب الرسالة، قائلا ''·· اكتفي بسب وشتم الجميع خاصة في القنوات الفضائية·· مما أعطى وجها منفرا للمعارضة وخاصة للحزب، أما احتجاجات المواطنين فبقيت بدون أي اهتمام أو متابعة وكأنها تحدث في مجرة أخرى''، مستشهدا باحتجاجات ديار الشمس التي وقعت على بعد أمتار عن مقر الحزب· ولم ينته حديث الرسالة عن طابو هنا، حيث تؤكد على تدهور الوضع الداخلي منذ مجيئه على رأس الحزب ''أما على المستوى الداخلي للحزب فالكارثة أعظم، فمنذ تولي كريم طابو لمقاليد الحزب، كان شغله الشاغل وهمه الدائم، كيف يسيطر على الكل وعلى كل شيء في الحزب، بكل الطرق والوسائل حتى البوليسية والستالينية منها··''، هذا، وتشير الرسالة إلى أن طابو ''خاصة بعد تنظيمه للمؤتمر الرابع للحزب، شكل فريقه من المتملقين الذين لا يهمهم إلا التواجد في القوائم الانتخابية، وخاصة على رأسها وهذا بإظهار المزيد من التملق والولاء للحاكم المطلق كريم طابو''· الرسالة التي انتقدت بشدة اللقاء الأخير الذي عقده الأفافاس بمناسبة الدورة العادية للمجلس الوطني، قدم صاحبها مجموعة من الاقتراحات لإنقاذ الحزب من هذا الوضع، في مقدمتها دعوة زعيم الحزب حسين آيت أحمد إلى ضرورة الدخول إلى الجزائر في أقرب فرصة، كما شددت على ضرورة فتح قنوات اتصال بينه وبين مناضلي الأفافاس، وعقد مؤتمر جامع شامل·