أدان عميد مسجد باريس دليل بوبكر، إجراء انتخابات تجديد هيئات المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، التي فاز بها تجمّع مسلمي فرنسا المقرّب من الحكومة المغربية، رغم مقاطعة مسجد باريس المحسوب على الجزائر واتحاد منظمات مسلمي فرنسا. وقال ل''الخبر'' إن ''نظام الانتخابات أعرج من البداية، وحتى لو شاركنا فلن يكون الفوز جزائريا''. انتهت انتخابات تجديد هيئات المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، أول أمس، بفوز متوقّع لتجمّع مسلمي فرنسا المقرّب من المغرب، بسبب مقاطعة ''اللوائح الجزائرية''. وسوف تجتمع المجالس الإقليمية التي فازت في انتخابات الأحد في جمعية عمومية، لتنتخب بدورها المكتب التنفيذي ومجلس إدارة المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الذي سيختار بدوره الرئيس الجديد للمجلس، والذي يتّجه نحو المغربي محمد الموسوي. وتجمّع مسلمي فرنسا قريب من وزارة الأوقاف المغربية التي يعمل بوحي توجيهاتها، ومقرّب من حزب العدالة والتنمية المغربي. وسألت ''الخبر'' دليل بو بكر أمس، عن مصير التمثيل الجزائري في المجلس لاحقا فقال: ''لقد ناقشنا الأمر في ليل الفرنسية قبل الإنتخابات، فعلى كل حال شاركنا أو قاطعنا سيكون تمثيلنا ضعيفا جدا''. وقال بو بكر: ''الإنتخابات جرت كأنما فريق كرة قدم يلعب لوحده في مباراة تنافسية، فالمعيار المعتمد في الإنتخابات يبرمج الإنهزام مسبّقا''، فشرح: ''كثيرون لا يعرفون معنى المعيار المتّبع، فهو يبنى على أساس الأمتار المربّعة التي تحتلها المساجد، وأكبر المساجد مساحة في فرنسا تؤول لجمعيات مغربية''، فيعود إلى ما بعد سنوات 1980 ، ''لما سحبت فرنسا شرط الحصول على الجنسية الفرنسية لرئاسة جمعية محلية استغل المغاربة من الجيل الثاني ذلك، وبنوا مساجد واسعة في الضواحي''. وقصد عميد مسجد باريس، أن طريقة تعيين أعداد المندوبين في كل منطقة إلى الجمعية العامة للمجلس، تستند إلى مساحة أماكن العبادة محسوبة بالأمتار المربّعة. وإن كان دليل أبو بكر يتوقّع أن يُحدث هذا التقسيم تفرقة عميقة بين مسلمي فرنسا، فيجيب: ''العيب في الإدارة الفرنسية التي وضعت هذا التقسيم، فأوجدت مسجد باريس القريب من الجزائر، واتحاد منظّمات مسلمي فرنسا، وجماعات التبليغ، وتجمّع الأفارقة، وتجمّع مسلمي فرنسا، والفدرالية القريبة من تركيا''. ونشأ المجلس عام 2003 بفعل ضغوط قوية مارسها وقتها وزير الداخلية (والرئيس الحالي) نيكولا ساركوزي، وتابع أبو بكر: ''منذ ذلك العام الأمور سارت نحو الإنقسام شهرا بعد شهر، وعاما بعد عام، إلى أن أصبح الإختلاف انقساما عميقا''. وسئل دليل أبو بكر، عن حقيقة ما تردد إزاء مشاركة لائحتين جزائريتين في الإنتخابات رغم دعوة المقاطعة، فقال: ''نحاول الإتصال بالفدراليات لنفهم المواقف والتحقق، وعلى ما أدري كل الفدراليات قررت الموافقة على المقاطعة''. ومع ذلك، فقد شاركت لائحتان جزائريتان في التصويت، على الرغم من دعوة عميد جامع باريس إلى مقاطعة الانتخابات بسبب ''الظلم وعدم المساواة وقلة التمثيل في المعايير المعمول بها، والمتمثلة في مساحة أماكن ممارسة الديانة''. وعلّق أبو بكر نتائج أي انقسام محتمل إلى أطراف في الجهة الأخرى: ''لأننا من جهتنا، طلبنا تأخير الإنتخابات ليكون النظام الإنتخابي أكثر عدلا، ورغبنا في إجراء اتصالات من المجالس الإسلامية جميعها، وهذا منذ 2008 لكننا لم نتمكن من الإتفاق''.