يخلف مرض التراكوم أو الرمد الحبيبي آثارا كارثية على الصحة البصرية لسكان الجنوب وخاصة الأطفال. ويبقى التراكوم المسبب القوي والمباشر لفقدان البصر في هذه المناطق التي تحصي مئات الإصابات سنويا وتجتمع فيها كل مسببات هذه الكارثة. وكشفت المعطيات الرقمية التي قدمت في أشغال ملتقى جهوي حول مرض الرمد الحبيبي في ولايات الجنوب، نظم بورقلة في اليومين الماضيين، عن وضعية وبائية خطيرة تشهدها عدة ولايات جنوبية، محتواها تسجيل مئات حالات الإصابة بداء التراكوم أو الرمد الحبيبي خاصة وسط الأطفال، ووجود مئات الحالات الأخرى خارج دائرة التشخيص والمتابعة الصحية، في ظل تراكمات سنوات من الفوضى وانعدام سياسة وقائية مدروسة وفعالة في هذه المناطق، ترجمت في تعقد المشكل أكثر بسبب انعدام وسائل الوقاية والتكفل العلاجي والنقص الفادح في الأطباء الأخصائيين، وتفاقم مسببات المرض من اتساع لدائرة الفقر وتدهور الإطار المعيشي، من انعدام للصرف الصحي وتراكم القاذورات وتلوث للمياه. وحسب أرقام سنة 2009 الخاصة بالوضعية الوبائية في 12 ولاية جنوبية، فإنه في ولاية وادي سوف وحدها تم إحصاء أكثر من 2340 إصابة بالتراكوم، فيما تم تسجيل حوالي 360 حالة في ورقلة، و 266 حالة في غرداية، وحوالي 50 حالة في كل من أدرار وبسكرة، غير أن هذه الأرقام، تبقى بعيدة جدا عن الواقع، على اعتبار أن هناك مئات الحالات التي لا يتم إحصاؤها في ظل انعدام عمليات الفحص والتشخيص المنتظمة في هذه المناطق الشاسعة والمبعثرة السكان وأمام انعدام الوسائل والإطار البشري المؤهل.