لم تمض سوى ثلاثة أسابيع على الافتتاح الرسمي لموسم الاصطياف بتيبازة، حتى اهتزت أربع مدن ساحلية على وقع أربع جرائم قتل مروّعة، نفذها منحرفون ليلا وراح ضحيتها شباب في مقتبل العمر لأسباب مختلفة. في الوقت الذي اجتهدت فيه سلطات بعض البلديات في التحضير لموسم الاصطياف، بتنظيف الشواطئ ودهن المساحات المحيطة بها باللون الأبيض، دشن بعض المنحرفين صيف هذه السنة بلون الدم الأحمر، حيث أربكت جرائم قتل حدثت في الأسابيع الثلاثة الماضية العديد من المصطافين الذين حولوا وجهتهم من تونس إلى بعض شواطئ تيبازة. آخر جريمة شهدها شاطئ ''لا كاف'' بالداموس أقصى غرب الولاية، ليلة أول أمس، ذهب ضحيتها الشاب ''م.ر'' وهو في سن الزهور، 26 سنة، يقطن بحي الشهداء بوسط المدينة، اكتشفت جثته من طرف مصطافين على الساعة الثامنة والنصف ليلا، وعلى رأسه آثار ضربات. ورغم التدخل السريع لمصالح الحماية المدنية، إلا أن الشاب فارق الحياة قبل إسعافه. وتقول الرواية الأولية إن الضحية تعرّض لضربات قاتلة على مستوى الرأس، بعد شجار نشب بينه وبين منحرفين مجهولين.وبعد تحويله إلى مصلحة حفظ الجثث، عاش المتواجدون بالشاطئ ليلة سوداء، بينما سادت شارع الشهداء القريب من الشاطئ حالة حزن عميقة، حيث اهتز بسبب جريمة أخرى. وكانت منطقة كوشة الجير على سفوح جبل شنوة، والتي تعدّ نقطة التقاء الصيادين الهواة والمصطافين، قد شهدت بداية شهر جوان جريمتين بشعتين سقط فيها ضحيتان، الأول ''ب.ت.أ''، 44 سنة، سائق سيارة ''كلونديستان'' من القليعة، تعرّض في ساعة متأخرة من الليل لطعن بالسكين، ثم ألقيت جثته في البحر لتنتشل في اليوم الموالي. بينما نال صديقه ''ح.ق''. 27 سنة. القاطن بالقبة بالجزائر، ضربات قاتلة بآلة حادة من طرف مجهولين، نقلوه إلى غاية إحدى مزارع الحمضيات بالحطاطبة ثم تخلصوا من جثته. ولم تمض سوى أيام قليلة على اطمئنان نفوس سكان تيبازة من وقع الجريمتين، حتى استفاقوا على أخرى أكثر جرما وتنكيلا، سجلت في الأسبوع الثالث من الشهر الجاري، وقعت على الساعة الحادية عشر والربع ليلا، بطلها قاصر ''ع.ح''، 17 سنة، مسبوق قضائيا، تم توقيفه مباشرة بعد ارتكابه لجريمة القتل التي راح ضحيتها المدعو ''ب.بلال''، 22 سنة، يقطن بحجوط. وبهدف تطويق بؤر الإجرام بالمناطق الساحلية، اعتمدت مصالح الأمن والدرك الوطنيين مخططا خاصا، يتعلق بالقيام بمداهمات مشتركة بأكبر عدد من الأفراد والوسائل وتعريف المئات من المشبوهين. وبخصوص هذه الجرائم، قال مصدر رسمي بقيادة المجموعة الولائية للدرك الوطني بتيبازة إن الوحدات تدعمت ب1600 دركي إضافي هذا الموسم لتنفيذ مخطط تأمين 38 شاطئا عبر شريط ساحلي يبلغ 123 كلم، يتضمن محاربة كافة أشكال الجريمة والاستعانة بالطلعات الجوية بالحوّامات لتأمين المصطافين ومهام أخرى.