تعيش مدينة تعز، جنوب اليمن، منذ ما يقارب الشهر بخوف ورعب، جراء شدة المواجهات المسلحة الشرسة بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين للثورة الشعبية السلمية، راح ضحيتها المئات من القتلى والجرحى من الطرفين. وتبدأ قوات الحرس المتمترسة بأطراف المدينة، يوميا في المساء، توجيه قذائف الدبابات والرشاشات صوب مناطق متفرقة من المدينة بعد منتصف الليل حتى الفجر، بحجة ملاحقة المسلحين المنضمين للمحتجين المطالبين بسقوط النظام. وقال الناشط الشاب هاني فاروق إن مدينة تعز ''تشهد مساء كل يوم انفجارات مستمرة، منذ ما يقارب الشهر دون مبرر هدفها إرعاب المواطنين وخرق السكينة العامة''. وأضاف هاني ل''الخبر'': ''منذ مطلع الأسبوع الجاري، كثفت قوات الحرس الجمهوري ضرباتها المدفعية والرشاشات، مع استمرار المواجهات المسلحة قرب مطار مدينة تعز ومعسكر الجند، وتمكن المسلحون من الاستيلاء على عدد من الآليات العسكرية''. وأشار إلى أن السلطات اليمنية حولت مدينة تعز إلى ثكنة عسكرية مع توافد حشودها عسكرية، استعدادا لمهاجمة المعتصمين المرابطين بساحة الحرية، المطالبين بإسقاط النظام. ولا يستطيع الشاب خالد صالح، المقيم قرب ساحة الحرية، النوم في الليل يوميا وقال: ''لا نستطيع النوم هذه الأيام نتيجة شدة القصف الموجه صوب الساحة بحجة مهاجمة المسلحين''، مشيرا إلى أن معظم السكان نزحوا من تلك المناطق إلى القرى والأماكن الآمنة التي لا تشهد مواجهات مسلحة. ومن جهته، اتهم عضو مجلس النواب عبدالكريم شيبان اللجنة الأمنية بمحافظة تعز، بعدم الالتزام ببنود الاتفاق واستمرارها بتحويل المدينة إلى ثكنة عسكرية واستهداف المواطنين العزل. وقال عضو اللجنة الإشرافية على اتفاق التهدئة بين المسلحين والقوات الحكومية ل''الخبر'': ''لم تلتزم اللجنة الأمنية ببنود الاتفاق لتهدئة الأمور برفع الدبابات والنقاط العسكرية المستحدثة، بل إنها كثفت من تواجدها وتمترسها في المدينة، ما تسبب في تجدد المواجهات اليومية المسلحة''. وعن أسباب استهداف مدينة تعز عن بقية المدن التي تشهد تظاهرات مطالبة بإسقاط النظام، قال: ''يعود ذلك إلى أن القائمين على الناحية الأمنية متهورون وليسوا عقلاء. وهم يتعاملون بعنف ضد المعتصمين''.