تقاسمت الأوركسترا الوطنية بارباس، الخيبة مع الجمهور العاصمي المتنقل إلى مسرح الكازيف بسيدي فرج، والذي لم يكن في مستوى شهرتها وتطلعاتها هذه المرة، وهي التي غالبا ما تملأ حفلاتها القاعات والمسارح وحتى الساحات، ليس في الجزائر فقط بل حتى في أوروبا وأمريكا، وحفل قاعة الأطلس نهاية ديسمبر 2010، ليس ببعيد، حيث غنّت الفرقة بشبابيك مغلقة. اختلف الأمر، أمس، بمسرح الكازيف، وكأننا أمام فرقة أخرى غير التي عرفناها، إذ لم تكن في مستواها المعهود، كما أثر عدم تجاوب الجمهور على حماستها، رغم محاولات أعضائها التأثير عليه وجرّه إلى الرقص على ريتمها. وقدّم رفقاء المغربي توفيق ميموني والعربي ديدا، يوسف بوكلة وعزيز سهماوي، وابن القصبة فاتح بن لالة المعروف بأدائه للطابع الشعبي وقائد العزف كمال تنفيش، وصلة غنائية خفيفة، مزجوا فيها أنواعا وطبوعا موسيقية مختلفة، العلاوي والفناوي والريغي وحتى الجاز. لكن الفرقة لم تتمكن من استمالة الجمهور الذي كان متواضعا، إلا مع نهاية السهرة، بعد أن بدأ أعضاؤها خاصة كمال آكلي، يكلمون الحاضرين مازحين معهم ''واش خصتكم قهوة، راكم راقدين''، لتقدم بعدها أكثر أغانيها شهرة، على غرار ''لوكان يديرو عليك باب حديد''، ''الجادارمي'' و''باعونا باعونا''. وقال كمال آكلي، قبل انطلاق الحفل، ''لا يمكن أن نتوقع تجاوب الجمهور، هناك اختلاف بين قاعة الأطلس والكازيف، في الأطلس استقبلنا بحرارة، اليوم قد نرشق بالطماطم''. وتقوم الفرقة بعدد من الجولات في الجزائر، بعد غياب طويل، يقول آكلي ''لقد عشنا الحرمان الشديد لأننا كنا نتجول في العالم بأغانينا، ولم نستقبل في الجزائر لأسباب نجهلها إلى اليوم''. وعبر أحمد، أحد أعمدة الفرقة، عن سعادته للقيام بجولة في المدن الجزائرية، خاصة تلمسان في 21 من الشهر، وصرّح ل''الخبر'': ''أنا ابن ندرومة رغم أنني ولدت في فرنسا، ولذلك أحب العلاوي الذي هو تراث أجدادي وألبس العباءة والشاش أو ''العروبي''، تعبيرا مني على تمسكي بهذا التراث''.