من يذكر وفاق القل من دون شك سيتذكر محمّد لمين بغلول، الحارس الذي لم يغير فريقه رغم العروض التي تهاطلت عليه من أكبر الأندية الجزائرية كمولودية الجزائر وشبيبة القبائل واتحاد الحراش ونصر حسن داي الذي كاد أن ينضم إليه لولا شهر الصيام، حيث برمجت النصرية آنذاك تربصا خارج الوطن. ''بدأت كمهاجم في سن ال14 ثم تحوّلت صدفة إلى حارس'' وعن ولوجه عالم الكرة، يقول الحارس بغلول ''بدأت ممارسة كرة القدم في الحي كباقي الأطفال، وتم اكتشافي من قبل السيدين عمار فنوش ومحمد طغان، حيث قاما بإصدار أول إجازة لي وعمري لا يتجاوز ال 14 سنة''. ويواصل بغلول ''في البداية كنت ألعب في الهجوم ونظرا لنقص الحراس، كلّفت بحراسة المرمى ولم أتجاوز ال14 عاما، ومنذ ذلك التاريخ تحوّلت إلى الحارس رقم واحد في الوفاق الذي كان في السابق يعرف بوداد بلدية القل وحققنا الصعود إلى القسم الشرفي وتوالت الألقاب''. ''رفضت عروضا أجنبية من أجل القل'' قال ''أسد شباك'' وفاق القل إنه رفض عروضا من أندية جزائرية وأخرى من أندية أجنبية، منها عروض فرنسية من أجل وفاق القل، مشيرا ''فضلت تقديم الخدمة للوفاق الذي حملت ألوانه لمدة 28 سنة، وأعتبر ذلك واجبا مني تجاه الوفاق الذي ترعرعت فيه منذ أن كنت في سن ال14، عشت معه الأفراح والأحزان، ولايزال في نظري مدرسة كروية''. وأثنى بغلول على المدرسة القلّية التي كانت مدفونة، قبل أن يسطع نجم الوفاق في السماء بفضل ترسانة من اللاعبين الذين كانوا يلعبون من أجل الألوان رغم ضعف الإمكانات، مشيرا ''أتذكر في تنقلاتنا، كانت تقدم لنا قطعة من الخبز بالمعجون والزبدة، أما النقل فكان في ظروف صعبة للغاية. لكن رغم ذلك كنا نحصد النتائج عكس الوقت الحاضر''. ''نهائي 1986 كان فرصة للردّ على محيي الدين خالف'' وعاد الحارس محمّد لمين بغلول إلى النهائي التاريخي لكأس الجزائر لسنة 1986، بين فريقه وفاق القل وشبيبة القبائل بملعب 5 جويلية الأولمبي. وقال بغلول في هذا الشأن ''أديت مباراة رائعة، وتأثرت لخسارة الكأس، غير أنني كنت سعيدا جدّا لأن الجميع وقف على قدرات الحارس بغلول. وكان أدائي الممتاز ردّا على المدرّب محيي الدين خالف الذي حرمني من المشاركة في مونديال 1982 على غرار مجموعة من اللاعبين، واختار بدلا منّا لاعبين آخرين، لقد كانت رسالة لخالف الذي ظلمني''. وواصل يقول ''الغريب أنني شاركت في التصفيات وتم اختياري ضمن قائمة المنتخب من طرف مدربين كبار، على غرار المرحوم معزوز ومخلوفي ومعوش وخباطو الذين تتبعوني خلال اللقاء الذي جمع منتخب الشرق بالفريق الوطني (ب)''. ويعود حارس وفاق القل بالذاكرة إلى بداياته مع المنتخب الوطني، حيث يقول إن أول مشاركة في المنتخب كانت في مباراة ودية أمام باريس سان جرمان الفرنسي ''وقد أديت خلالها دورا كبيرا، الأمر الذي زادني حماسا وتشجيعا وحتى زملائي دريد، وحر وآيت موهوب وريشة عتيق كانوا يشجعونني على مواصلة العمل''. الاتحادية سبب سقوط الوفاق يختم بغلول حديثه بظروف سقوط وفاق القل ويحمّل فيها المسؤولية للاتحادية آنذاك، موضحا ''سقوط الوفاق كان بسبب قرارات الاتحادية التي كانت تجبرنا على اللعب في ولايات بعيدة بسبب العقوبة التي تعرّض لها الوفاق، كما أثّر علينا كثيرا الغياب عن المباراة التي كانت مقررة في عنابة وهي التي عمقت الجرح، حيث خسرناها على البساط ومن هناك تأكد سقوط ''الدلافين'' إلى الجهوي الذي تخلصنا منه بصعوبة، مقابل منحة لا تتجاوز 200 دينار في ذلك الوقت''.