قررت الفيدرالية الوطنية للمستهلكين وضع قفف رمضان، التي من المقرر توزيعها على آلاف الأسر المعوزة، تحت المجهر، حيث تمت برمجة حملات ميدانية على مستوى كل ولايات الوطن يُشرف عليها مختصون وتقنيون، مهمتهم مراقبة المواد الغذائية التي تتضمنها هذه القفف من خلال اقتطاع عينات منها. أكد السيد حريز زكي، الأمين العام للفيدرالية، أن سبب هذه الحملات المبرمجة راجع إلى الكم المعتبر من الشكاوى التي تلقتها هيئته من مختلف ولايات الوطن، والتي تفيد بوجود مواد غذائية فاسدة أو منتهية الصلاحية في القفف التي تم توزيعها خلال السنوات الماضية بمناسبة الشهر الفضيل، حيث أوضح بأنه سيتم الشروع في الاتصالات المطلوبة مع المجالس البلدية لمرافقتها أثناء عملية توزيع القفف، وذلك من خلال إجراء تحاليل مخبرية على المواد المشكوك في سلامتها، فضلا عن تفحص تواريخ انتهاء الصلاحية لكل المواد موضوع التوزيع، تفاديا لأي حالات تسمم محتملة، خاصة أن الشهر الفضيل يتزامن مع ارتفاع قياسي لدرجات الحرارة. مضيفا بأن المراقبة ستكون تقنية بحتة وليست لها علاقة بكيفية التوزيع ولا بنوعية الأشخاص الذين سيستفيدون منها. وفي إطار التحضيرات لشهر رمضان الذي تفصلنا عنه أيام معدودة، بادرت الفيدرالية، مؤخرا، إلى مراسلة كل متعاملي الزيت والسكر في البلاد، من أجل الحفاظ على استقرار هاتين المادتين خلال هذه الفترة التي يكثر فيها الإنفاق الأسري، لاسيما أن السكر والزيت خاضعان لدعم ظرفي من الدولة، حيث وجهت مراسلات إلى مجمعات ''سيفيتال'' و''برحال'' و''لابال'' و''العافية الدولية''، دعتهم فيها إلى ضرورة تكثيف آليات الرقابة على زبائنهم من موزعي الجملة، مقترحة عليهم تحديد سقف معين من السلع التي يتم بيعها لهؤلاء الموزعين حتى لا يتم الاحتكار بغرض إحداث الندرة ومن ثمة التحكم في الأسعار ورفعها. وعلى صعيد آخر، شكلت الفيدرالية فرقا ستجوب مختلف الأسواق ونقاط البيع الرئيسية قبل حلول شهر رمضان وخلال أيامه الأولى، من أجل تحسيس التجار بضرورة التعقل وتفادي المغالاة غير المبررة في أسعار بعض المواد واسعة الاستهلاك، فضلا عن زيارة مطاعم الرحمة لمراقبة كيفية طهي الوجبات الغذائية وطريقة توزيعها، إذ سيتم تزويد القائمين على هذه المطاعم بالنصائح والإرشادات اللازمة الكفيلة بتحصين مرتادي هذه المطاعم الخيرية من الإصابة بالتسممات الغذائية. يذكر أن قفة رمضان التي ترصد لها الدولة أموالا ضخمة تقدر بالملايير، تثير في كل مرة احتجاجات كبيرة وتداعيات خطيرة، سواء تعلق الأمر بطريقة توزيعها أو محتواها.