أتساءل إلى اليوم عن سبب إقصاء بن شيخ من المونديال رغم ثقل السنين لم يفقد اللاعب الدولي السابق للمنتخب الوطني، ونادي ''لافال'' الفرنسي عبد المجيد بوربو، الذي سيحتفل بعيد ميلاده الواحد والخمسين في ال16مارس القادم، الكثير من رشاقته التي حافظ عليها، من خلال مداومته على التدريبات، وخوض بعض المباريات الاستعراضية. صرح بوربو قائلا ''أول إجازة أمضيتها كانت في موسم 71/72 في نادي ''كيفيلي''، وبعد سنة انتقلت لنادي ''روان'' الذي حملت ألوانه ''صدفة''، بعدما كان الفريق ينتظر لاعبا يوغسلافيا، لكنه لم يحضر، فوقع الإختيار عليّ، ولم أخيب، حيث تحصلت على لقب هداف النادي، وأنا لم أتعد 18 سنة. وقد بقيت في روان حتى سنة ,1978 حيث انتقلت بعدها إلى نادي ''لافال'' الذي حملت ألوانه من 78 حتى .83 وعرف بوربو التألق مع هذا الفريق وأحرز فيه لقب أحسن موزع في البطولة الفرنسية، رغم وجود المربع الذهبي للكرة الفرنسية آنذاك بلاتيني، فيرنانديز، وجيراس، وتيغانا، الذين كانوا يشكلون القوة الضاربة للمنتخب الفرنسي. تألقي مع لافال جلب أنظار الناخب الفرنسي ولكن.. وعما إذا كان هذا التألق قد جلب انتباه الناخب الفرنسي، فقد رد بوربو متحدثا ''فعلا كانت هناك اتصالات، لكن عدت لضميري للفصل في أي الألوان سأختار، خاصة وأن اتصالات أخرى وصلتني من الجزائر لحمل الألوان الوطنية، فكانت الغلبة لفريق مسقط الرأس، الجزائر، بعدما حكّمت العقل والقلب، فلكم أن تتصوروا سعادتي وأنا أتلقى دعوة من ''الخضر'' لحمل ألوان بلدي الجزائر، حيث كان أول استدعاء لي لحمل قميص الشهداء سنة 1980 بعد كأس إفريقيا للأمم التي جرت بنيجيريا، حيث كنت محل معاينة الناخب الوطني آنذاك خالف محي الدين الذي كان يتابع أخباري''. اعتزلت بسبب الإصابة وعانيت التهميش في الجزائر يعود بنا بوربو إلى الوراء، ويتحدث عن أمر وقع له في المنتخب الوطني ''في الحقيقة وبعد مرور 28 سنة لم أفهم لماذا أخرجني الطاقم الفني في لقاء الشيلي برسم مونديال 82، رغم أني كنت وبشهادة الجميع الأحسن فوق الميدان، وكنت وراء كرتي هدفين من الثلاثية المسجلة''. ويكشف محدثنا أنه بعد المشاركة في المونديال كانت الوجهة إلى الاعتزال، بعد موسم واحد مع ''لافال'' عقب تعرضه لإصابة خطيرة، ومنها كانت الوجهة إلى ممارسة التجارة وتأمين مستقبل عائلته، خاصة وأنه كما يقول لم يتلق أي اتصال من مسؤولي الكرة في الجزائر وتعرض للتهميش. ورغم كل ما يعانيه بوربو، إلا أنه يبقى يطرح حتى اليوم سبب تهميش لاعب مولودية الجزائر علي بن شيخ، وتعمد إقصائه من الظهور مع ''الخضر''، فهو لم يهضم سر عدم إشراك بن شيخ في مونديال 82 بالرغم من الإمكانات التي كان يتمتع بها، حتى أنه قال ''هذا اللاعب من كوكب آخر''. مازلت احتفظ برسالة ايمي جاكي يقول اللاعب بأسف ''أسوأ ذكرى هي الإصابة التي تعرضت لها مع لافال ضد بوردو، بعد الاصطدام العنيف مع المدرب الحالي لأوكسير فيرنانديز الذي كان لاعبا في هذا النادي الذي كان يشرف عليه آنذاك المدرب الكبير إيميي جاكي، هذا الأخير بعث لي برسالة مازلت أحتفظ بها حتى اليوم يدعوني فيها للتغلب على متاعبي الصحية والعودة للميادين''. والدي كان يريدني طبيبا أو محاميا بوربو وبابتسامة يعود إلى سنوات الطفولة، ويقول مازحا ''رغم أن والدي كان يريدني طبيبا أو محاميا، لكني اخترت الكرة، وكنت مصرا على خياري الذي أقنعت به الوالد الذي شجعني بعد أن لاحظ الاحترام الذي كنت أحظى به من قبل الجميع في عالم الكرة، وهو ما يؤكد أنني لم أندم يوما على هذا الخيار''. هذه قصتي مع تريزيفي النجم يتذكر المتحدث لحظة ميلاد النجم الفرنسي ذو الأصول الأرجنتينية دافيد تريزيفي، ويقول إنه كان أول من حمله بين يديه حينما ولد في إحدى المستشفيات الفرنسية. وأن والده كان لاعبا معي في ''لافال''، وكان من المقربين مني كثيرا رفقة المدرب الحالي كلود لوروا. مباراة اعتزالي ستكون بمسقط رأسي أريس يكشف بوربو أن مباراة اعتزاله تبقى فكرتها مطروحة بشدة، خاصة من قبل رفقاء الطفولة بأريس في ولاية باتنة، ''وبدوري سأتصل بودادية اللاعبين الدوليين التي يرأسها على فرفاني لطرح الفكرة، وآمل أن يكون اعتزالي في عيد ميلادي الواحد والخمسين، وبمسقط رأسي أريس السنة القادمة، وبحضور نجوم الكرة الجزائرية وبعض رفقائي في نادي لافال الفرنسي''.