يعتبر بعض الدارسين أنّ الكتابة النّسبية الّتي تبحث في الأنساب وأصول العائلات ملحقة بعلم التاريخ، وقد برع في ذلك ابن خلدون في العهد الزياني، وأبو راس الناصري دفين معسكر في العهد التركي. ولكن ما تداول بين الفقهاء والمثقفين وفي الزوايا كتاب العشماوي الشهير الّذي وضعت حوله العديد من الإضافات، وكتاب حشلاف القاضي في منتصف القرن العشرين ''سلسلة الأنساب في أبناء الرّسول''. الكتابة النَّسَبية فنّ علمي متميّز ارتبط بالمجال السياسي والاجتماعي، ومن خلاله نتعرّف على ذهنية الشعوب وتاريخ ثقافتها. وقد برز في هذا الفن مجموعة من النسابة، كما كتب في ذلك مؤرّخون وفقهاء، منهم الشيخ العربي المشرفي المتوفي سنة 1895م الّذي ترك نصاً لا يزال مخطوطاً عنوانه ''ياقوتة النسب الوهّاجة'' وفي ضمنها التّعريف بسيدي محمد بن عليّ مولى مجاجة. يجتمع في هذا النص التاريخ والترجمة المنقبية، وتمتزج فيه الحقيقة بالخيال، ويترجم لصوفية ومشايخ يعتبرون في نفس الوقت أجداداً لسلالات تابعها أصحاب هذا الفن، وكما هي عادة النسابة للأشراف، أي الّذين هم سلالة الرّسول عليه الصّلاة والسّلام، يبدأ بسيرة محمّد النّبيّ، ثمّ يتعرّض للحسن بن عليّ وذرّيته، ليصل إلى إدريس الأكبر باني فاس، ثمّ يتعرّض للشّخصية المحورية في الكتاب، الشيخ محمّد بن عليّ، الّذي تخرّج عليه من العلماء سعيد قدورة، وكانت زاويته رباطاً جهادياً لردّ الغارات الإسبانية. وفي النّص معلومات مهمّة عن العصر الّذي عاش فيه هذا العالم الصوفي، تحديداً في القرن السادس عشر والسابع عشر، وقد اعتمده في تاريخ المنطقة والزاوية المؤرّخ أبو القاسم سعد الله.