يرى المغني المغترب بألمانيا، محمد رضا جندر، في شهر رمضان موعدا للسكينة الروحية بامتياز، وفرصة سنوية ليتقرب المسلم من ربه، ويكتفي ب''شوربة هجّالة'' ديكورا لمائدة شهر الصيام. يوميات يعتبر محمد رضا شهر رمضان مناسبة لتجديد نشاطه. فإن كان بعض الصائمين يجدون في العمل مشقة كبيرة خلال الشهر الفضيل، يكثّف ابن حي باب الوادي العتيق من نشاطه طيلة أيام الشهر: ''فالتعب يشعرني أنني أبذل جهدا لأستحق جزاء على صيامي''، يقول محدثنا. يبدأ الفنان المغترب بألمانيا يومه باكرا خلال الشهر الكريم، على غرار باقي أيام السنة، فلا مكان للنوم إلى وقت متأخر في أجندته اليومية، مواصلا: ''أقول دائما إن المنبّه اختراع وُجد للأشخاص الذين ليس لهم أولاد، ولأني أب لثلاثة أطفال، فبالتأكيد يبدأ يومي مبكرا''. ويحرص سيد حصن برنامج ''برج الأبطال''، على تكثيف العمل الخيري في رمضان، للتقرب من الله في شهر الرحمة، موضحا: ''غبت عن عائلتي على مائدة الإفطار في أغلب أيام الشهر الكريم السنة الماضية، حيث التزمت مع جمعية خيرية لإفطار الصائمين في ألمانيا، وكنت أمضي يومي في التبضُع ثم مشاركتهم الإفطار''. على مائدة الإفطار لم يمنع البعد عن الوطن وأجوائه الخاصة في شهر الصيام محمد رضا من خلق بيئة تقرّبه من الديار، فالأذان الذي يغيب في مساجد ألمانيا يصدح يوميا في بيته، وهو الذي يبرمج جهاز الكمبيوتر ليرفع الأذان في مواقيت الصلاة. وما إن يرفع أذان المغرب، حتى يجتمع محمد رضا وزوجته وأبناؤه الثلاثة على مائدة الإفطار بعد أداء الصلاة. لكن بخلاف المائدة الجزائرية التي تتزين بما لذ وطاب، يكتفي محمد رضا بكأس لبن و7 حبات تمر، اقتداء بسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام، وبشوربة ''هجالة'' دون لحم، لأنه لا يستسيغ اللحوم منذ صغره، فيما لا يستغني تحت أي ظرف عن فنجان القهوة. هلاليات لا يفوّت محمد رضا صلاة التراويح في المسجد إلا في حالات نادرة، ويحرص في كل سهرة رمضانية على تلاوة الذكر الحكيم، وحفظ سورة على الأقل في نهاية الشهر، مضيفا: ''عاهدت نفسي على حفظ سورة كل رمضان.. حفظت السنة الماضية سورة الرحمن، وبإذن الله، سيكون الدور هذه السنة لسورة آل عمران''.