أعيش البطالة بعد ما خانني مسيرو وداد تلمسان يعتبر اللاعب محمد براهيمي أحد أبرز مهاجمي وداد تلمسان، وأصبح نجما كبيرا بعد الثنائية التي سجلها في مرمى منتخب غانا بتلمسان. ورغم ما قدمه من خدمات جليلة للمنتخب الوطني والوداد، إلا أنه يعاني اليوم من مشاكل اجتماعية خاصة البطالة، وقال ''لم أكن أتصوّر أن أجد نفسي اليوم أواجه مشاكل كثيرة دون أن يلتفت إلي لا مسيرو الوداد ولا الاتحادية الجزائرية لكرة القدم''. بدأت مشواري في وداد تلمسان وأنهيته بعيدا عنه أكد محمد براهيمي أنه بدأ مشواره في الوداد من فئة الأصاغر إلى غاية الوصول إلى فئة الأكابر، مضيفا ''لم أغادر الوداد إلا مرتين، الأولى للاحتراف في تونس والثانية عندما تخلوا عني، حيث أعادوني من تونس ثم سرحوني، رغم أنني كنت قادرا على العطاء لسنوات أخرى. وهناك مثل ينطبق على المسيرين في الوداد يقول: الوداد كالقطة إذا جاعت تأكل أبناءها''. واستعاد براهيمي الماضي بمرارة وهو يعيش اليوم حالة اجتماعية مزرية، فقال ''أحتفظ بذكرى مشاركتي في الشوط الثاني من مباراة الجزائر أمام غانا بتلمسان سنة 1992 وفزنا بهدفين مقابل هدف''، وكان براهيمي مسجّل الهدفين. وأضاف ''إنها ذكرى لا تزيلها الأيام من مخيليتي أبدا. إلى جانب ذلك فقد شاركت مع المنتخب الوطني في خمس مواجهات سجلت أربعة أهداف، لكنني أبعدت من بعد وجيء بلاعبين جدد''. وأوضح أنه ''رغم كل ما قدمته للكرة الجزائرية، أجد نفسي اليوم دون عمل وأمام مستقبل مجهول، وهذا يدل على أن الكرة الجزائرية لاتزال مريضة، وأن اللاعب بمجرد أن ينهي مسيرته الرياضية، يوضع في طي النسيان''. وعاد بنا المتحدث إلى الوراء إلى العهد الذهبي لفريقه، حيث قال ''كنا نملك فريقا كبيرا شرّف تلمسان، رغم أننا كنا نلعب لبضعة دنانير، ولكن كانت النتائج إيجابية، وليس من السهل أن تجد دحلب وبتاج وبراهيمي وجلطي وغيرهم مرة أخرى''، مضيفا ''منذ أن غادرت الوداد لم يتمكن المسيرون من جلب قلب هجوم تمكن من تسجيل 10 أهداف، لقد فزت ثلاث مرات بأحسن هداف للبطولة الوطنية وقدّمت الكثير للوداد، لكنني تعرضت للحفرة من طرف المسيرين الذين لم تكن تهمهم سوى مصالحهم وتنكروا لأبناء الفريق''. وواصل يقول ''توّجت مع فريقي بأول كأس عربية وأخرى جزائرية، وكان صعبا على أي فريق جزائري الفوز بها. وإذا كان وفاق سطيف قد فاز بها، فلأنه لعب البطولة على شكل ذهاب وإياب، أما نحن فقد لعبناها في بلد أجنبي يقوم بتنظيمها. وهنا يكمن الفرق''. التأشيرة حرمتني من الاحتراف في مارتيغ وعن قصة انتقاله إلى فريق الصفاقسي التونسي، قال إنه لم يمض على عقد احترافي بقيمة مالية كبيرة، مضيفا ''تأقلمت مع البطولة التونسية ولعبت في فريق جرجيس وبقيت في تونس لمدة عامين، لكن تعرضت لضغوط من مسيري الوداد للعودة إليه، لأنه بحاجة إلى خدماتي سنة 1998، حيث شاركت مع الفريق في البطولة العربية التي فزنا بها إلى جانب الحصول على كأس الجمهورية. طلب مني المسيرون التفاوض بشأن ورقة تسريحي، فدفعت من مالي الخاص 6 ملايين فرنك فرنسي قديم وهي قيمة مالية كبيرة، لكني لم أستلمها لحد الآن، وعرفت أني ذهبت ضحية مسؤولي وداد تلمسان. ورغم إلحاحي الكبير كل مرة، مازالت أنتظر دون جدوى. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل وصل بهم الأمر إلى تسريحي من بعد، حيث التحقت بشباب قسنطينة، ومن بعد اتحاد الشاوية، غالي معسكر وشباب بوفطب في عهد المدرب الراحل عبد القادر بهمان، لأنهي مسيرتي الرياضية مرغما، بعد أن خدعني مسؤولو الوداد، وهي أسوأ ذكرى لي مع وداد تلمسان''. وقال براهيمي إنه تلقى عرضا ''للاحتراف في فريق مارتيغ الفرنسي الذي كان يدربه الجزائري محمود فندوز الذي كان يريدني في فريقه، فعدت من تونس على الفور آملا في الحصول على الفيزا ودخول فرنسا، لكن لم أوفق، فاختار محمود فندوز اللاعب علي مصابيح، وكانت لدي العديد من الاتصالات رفقة زملائي في الفريق، لكن المسيرين كانوا يخفون عنا هذه العروض حسدا''. التوانسة كانوا يرغموننا على الإفطار في رمضان لكني رفضت وعاد بنا براهيمي إلى زمن تواجده في تونس مع فريقي النادي الصفاقصي وجرجيس، حيث أوضح بأن مسري الناديين طلبوا منا الإفطار في شهر رمضان للعب مباريات البطولة، ''لكنني رفضت وخضت المباريات وأنا صائم، رغم أن زملائي التوانسة أفطروا في رمضان''. بخصوص اللقاء الذي أسال الكثير من الحبر في السنوات الماضية والذي جمع فريقه وداد تلمسان بفريق مولودية وهران سنة 1997، قال محدثنا إنه لم يشارك فيه بسبب احترافه في تونس، ''لكني، يقول، كنت أفضل أن أتنازل عن نقاط اللقاء للمولودية أفضل من شباب قسنطينة، لكن حدث الذي حدث وأضحى من الماضي''. ووصف المتحدث لقاء وداد تلمسان بمولودية وهران بلقاء الأخوة الأعداء، كون اللقاءات التي كانت تجمع الفريقين في مقابلات محلية تتسم بالحرارة والحماس الذي يشبه المعركة، ''وكنا نستعد لها جيدا وكثيرا ما كنت أسجل عليهم، ولكن كانت تجري في حدود الروح الرياضية لأننا نتعارف فيما بيننا''.