الجواب: باب التوبة مفتوح لكلّ المؤمنين، قال تعالى: ''وتوبوا إلى الله جميعاً أيُّها المؤمنون لعلّكم تُفلحون''، وللعُصاة خاصة كما قال تعالى: ''فمَن تاب مؤن بعد ظُلمه وأصلح فإنّ الله يتوب عليه''. وعليه نقول لهذا الشّخص سارِع إلى مغفرة من ربِّك بالتوبة النّصوح، مستغلاً النّفحات الربّانية في هذا الشهر الكريم ''فإنّ التّائب من الذّنب كمَن لا ذنب له'' كما قال صلّى الله عليه وسلّم. ومن رحمة الله ورأفته بعباده أن تجاوز لهم عن أخطائهم متَى تابوا وصدقت منهم التوبة، بل زادهم أن يبدّل سيّئاتهم حسنات، قال تعالى: ''والّذين لا يدعون مع الله إلهاً آخَر ولا يقتلون النّفس الّتي حرّم الله إلاّ بالحقّ ولا يزنون ومَن يفعل ذلك يلقَ أثاماً يُضاعَف له العذاب يوم القيامة ويخلُد فيه مُهاناً إلاّ مَن تاب وآمَن وعمِل صالحاً فأولئك يُبدِّل الله في سيّئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً. واقرأ قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''لله أفرحُ بتوبة عبده من رجلٍ نزل منزلاً وبه مهلكة، ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسَه فنام نومة، فاستيقظ وقد ذهبَت راحلتُه حتّى اشتدّ عليه الحَرُّ والعطش أو ما شاء الله، قال: ''أرجع إلى مكاني، فرجع، فنام نومة ثمّ رفع رأسَه فإذا راحلتُه عنده'' متفق عليه. فتخيَّل عظم فرحة هذا الرجل بعدما فقد الأمل في الحياة بضياع راحلته لمّا وجَدها، فالله أفرَحُ برجوع عبده إليه بتوبته من هذا الرجل برجوع راحلته إليه. وأركان التوبة النّصوح كما يلي: الإقلاع عن المعصية والبُعد عن حوِّها وأصحابها وما يؤدّي إليها، النّدم على فعلها مع التّمنّي لو أنّه لم يفعل تلك المعصية، عقد العزم على عدم الرجوع إليها بإرادة قوية وثبات بنيّة التّقرّب إلى الله عزّ وجلّ، تبرئة الذِّمّة إن كانت المعصية في حقّ عبدٍ من عباد الله، كردّ المَظلمة وإعادة الأموال إلى أصحابها. نسأل الله أن يوفّقك إلى التوبة النّصوح في هذا الشّهر المبارك وأن يقبلها منك ومنّا ومن سائر المؤمنين، آمين.