لا تكاد طوابير السيارات والشاحنات تفارق محطات توزيع البنزين والمازوت ليل نهار عبر مختلف بلديات ولاية سوق أهراس، ومع الصيام وشدة الحر، تشهد هذه المحطات اندلاع مناوشات واشتباكات خاصة من طرف المهربين الذين لا يعمدون فقط لاختراق الطوابير وملء الخزانات، بل يملأون أيضا عديد البراميل الصغيرة بسعة 30 و20 لترا، وبعضهم يفرضون منطق التحدي والقوة بإعادة الكرة والقيام بنفس الشيء في ظرف وجيز، وهو ما يؤدي إلى نفاذ الوقود في وقت قصير. وأكد بعض العمال، أن العديد من المحطات أصبحت تحت رحمة المهربين، خاصة تلك المتواجدة على الشريط الحدودي لولاية سوق أهراس، حيث يرغم أصحابها على التعامل مع المهربين، وربط الاتصال بهم عن طريق الهاتف كلما وصلت حمولة شاحنة من مادتي المازوت والبنزين. ويبسط المهربون المنتشرون بسياراتهم عبر البلديات سيطرتهم على كمية معتبرة من الحصة اليومية التي تتزود بها محطات ولاية سوق أهراس، حيث تصل إلى 60 بالمائة، حسبما أكده أحد المهربين من بلدية لحدادة، وتبقى الكمية الأخرى غير كافية ولا تلبي الطلب رغم انخفاض مستوى الطلب بحلول شهر رمضان. واستنادا إلى معلومات استقتها ''الخبر'' من متابعي أنشطة التهريب، فإن تغيير المهربين للمركبات والخطط المتبعة لتنويع مسالك التهريب نحو التراب التونسي، ساعدت على استفحال هذا النشاط ودخول عشرات الشبان وحتى الكهول من بلديات سوق أهراس، لحنانشة، المشروحة، تاورة وغيرها ميدان التهريب الذي ظل قبل اندلاع الحرب الليبية مقتصرا على أبناء الشريط الحدودي بمشاتى بلديات لحدادة، لخضارة، أولاد مومن، سيدي فرج، عين الزانة. ورغم حجز عشرات المركبات من طرف مصالح الدرك الوطني وحرس الحدود، إلا أن المهربين لا يترددون في استعمال أحسن السيارات الجديدة وبترقيمات مختلفة للتمويه والتضليل، كما هو الشأن بآخر عملية شهدتها مؤخرا بلدية لمراهنة، تمثلت في حجز أكثر من 2800 لتر بنزين داخل سيارة نفعية تحمل ترقيم ولاية الجزائر العاصمة، وكان السائق حاول الفرار بالسير على الرصيف، لكنه أرغم على التوقف من طرف عناصر الدرك، واكتشفت الكمية موزعة على عدة براميل بسعة 150 و200 لتر، كانت موجهة لأحد بارونات التهريب.