في مشهد لم تعرفه من قبل، بدت مدينة البويرة، أول أمس، كأنها تحترق بعدما أضرم المحتجون على قائمة السكن العجلات المطاطية في كل طرق وشوارع وسط المدينة، تنديدا بإقصاء أبناء سكان الأحواش القصديرية من عملية الترحيل. الأحداث اندلعت مساء يوم الأربعاء عقب الإعلان عن قائمة المستفيدين من حصة 12مسكنا اجتماعيا، ولم تستفد من سكان الأحواش القصديرية الواقعة في وسط المدينة، البالغ عددهم 260 عائلة، سوى خمس عائلات، وفور رواج الخبر خرج سكان شارع ''عيسات إيدير'' وأغلقوا الطرق بالمتاريس والعجلات المطاطية المشتعلة، ثم انضم إليهم سكان أحواش باقي شوارع المدينة وأضرموا العجلات المطاطية في جل شوارع وسط المدينة، وتمكن مسؤولو الشرطة من تهدئتهم بعدما طلبوا منهم تعيين خمسة ممثلين عنهم ليقابلوا الوالي. وفي صباح اليوم الموالي عاد الغاضبون واحتلوا شوارع وسط المدينة يوما كاملا بعدما أغلقوا كافة الطرق بالعجلات المطاطية التي كانت مصدرا لتصاعد الدخان الأسود، فامتزجت حرارة اللهب المشتعل بالحرارة العالية للطقس، فبدت المدينة وكأنها كانت تحترق، واستمر الوضع على حاله إلى ما بعد الإفطار، حيث خرج المئات من الشباب وتقدموا باتجاه المدينةالجديدة، غير أن الشرطة أوقفتهم عند ''نفق المدرسة'' وطلبوا منهم تعيين ممثليهم وتوقيف الاحتجاج، وهو ما حدث بعد مفاوضات حثيثة مع مسؤولي الشرطة. وعاد الهدوء، صباح أمس، إلى كافة شوارع المدينة بعدما التزمت السلطات بإلغاء قائمة المستفيدين وتأجيل عملية توزيع السكنات إلى أن تعاد عملية دراسة كل الملفات.