الرّحمة هي الرِّقَّة والعطف والمغفرة. والمسلم رحيم القلب، يغيث الملهوف، ويصنع المعروف، ويعاون المحتاجين، ويعطف على الفقراء والمحرومين، ويمسح دموع اليتامى، فيحسن إليهم، ويدخل السرور عليهم. يقول الله تعالى: {كَتَبَ رَبّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَة} الأنعام .54 والرّحمة والشّفقة من أبرز أخلاق النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وقد وصفه الله في القرآن الكريم بذلك، فقال تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} التوبة .128 والمسلم يرحم نفسه بأن يحميها ممّا يضرُّها في الدنيا والآخرة؛ فيبتعد عن المعاصي، ويتقرَّب إلى الله بالطاعات، ولا يقسو على نفسه بتحميلها ما لا تطيق، ويجتنّب كلّ ما يضرّ الجسم من أمراض، فلا يؤذي جسده بالتّدخين أو المخدّرات... إلى غير ذلك. والمسلم يرحم الحيوان، فرحمة المسلم تشمل جميع المخلوقات، بما في ذلك الحيوانات. وقد حذَّر النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، من الغِلظة والقسوة، وعدَّ الّذي لا يرحم الآخرين شقياً، فقال صلّى الله عليه وسلّم: ''لا تُنْزَعُ الرّحمةُ إلاّ مِن شَقِي'' رواه أبو داود والترمذي.