تنظر عائلة ''قادري'' لشهر رمضان على أنه مناسبة لإعادة ترميم العلاقات الاجتماعية بزيارة الأهل والأحباب، شهر يقول لسان حالهم عنه ''ليته يدوم العام كله''، تحرص فيه على المزاوجة بين أطباق فالمية ووهرانية، والاستثناء عندها هو الارتباط بالقناة الوطنية وتتبع برامجها الفكاهية تحديدا. تقول ربة المنزل السيدة شفيقة: ''طبق ''الفلفل الحلو'' أو ''الحميص الفالمي'' يشكل طبقنا الرئيسي، بالإضافة إلى ''الفلفلة'' الوهرانية باعتبار أهل زوجي من وهران. عادات الإفطار والسحور وقضاء السهرات الرمضانية لدى العائلة نموذج يتكرر في كل بيت ''فالمي''، لذلك تجتهد محدثتنا في الكشف عن بعض الفروق في تحضير الأكلات بين ''طاجين لحلو'' الذي يضاف له بفالمة ''شباح الصفرة'' عكس الطريقة الوهرانية، حيث تأثرت المتحدثة كثيرا بعادات أهلها بعد أن قضت بينهم سنوات، زيادة على كون طرق طهيهم غنية للغاية. فشربة الفريك المعروفة عندهم باسم ''الحريرة''، تعتمد على الخضر والدشيشة التي تشبه الفريك المحلي، يضاف لها راس الحانوت، عكس التي تعد محليا، حيث تقتصر على اللحم والفريك. وتضيف ''كلما أريد تحضير طبق ما أستعين بأهل زوجي لتحضير بعض الكيفيات، زيادة على ما تعلمته من والدتي، لتكون مائدة متنوعة تضم الشربة، مرق الزيتون، طاجين لحلو أو طاجين الجبن والبوراك التونسي أو ''البريكة''، وأهم شيء بالنسبة لي ''الكسرة''، وكلها أعمال تتطلب مني البقاء في المطبخ ثلاث ساعات لتحضيرها''، ثم تقول ''فاتحة الإفطار تكون بالتمر والحليب لتسهيل الهضم والسلطة''، فيما تحضر للنصف من الشهر وليلة السابع والعشرين العجائن كالشخشوخة، التليتلي أو الرشتة بالدجاج، ليخصص الأسبوع الأخير للحلويات ك''المقروط''، ''لغريبية''، ''البقلاوة'' و''خبز الدار'' أو''لمسمن'' التي تجهز لإفطار صبيحة العيد.