أقدم، صبيحة أمس، سكان قرى القصايصية والدواغرية والسلامنية والصوايرية التابعة لبلدية عين سيدي شريف بمستغانم، على قطع الطريق الوطني الرابط بين مستغانم والمحمدية، باستعمال الحجارة والعجلات المشتعلة والمتاريس، ما عطّل حركة المرور بهذا الطريق الحيوي . وتسجل انتفاضة المواطنين احتجاجا على الوضعية الكارثية التي يعيشونها يوميا، جراء تسرب المياه القذرة نحو منازلهم، متهمين السلطات المحلية بالتماطل في معالجة هذا المشكل الخطير الذي بات يهدد سكان القرى منذ 6 سنوات. وأمام هذا الاحتقان، تنقل رئيس البلدية رفقة عناصر الدرك الوطني للتحاور مع المحتجين على أمل فتح الطريق أمام حركة المرور وسماع مطالبهم، وهو ما تم فعلا بعد الاستماع إلى انشغالات ومطالب المحتجين. وحسب تصريحات السكان المحتجين، فإنهم يعيشون معاناة يومية مع المياه القذرة المتدفقة من محطة تصفية المياه القذرة المتواجدة بماسرى، ''إذ نضطر إلى غلق النوافذ وحرمان أبنائنا من الخروج إلى الحي، خاصة أيام العطل، وذلك خوفا من تأزم الأوضاع، خاصة وأن العديد منهم أصيبوا بأمراض جلدية خطيرة، إضافة إلى اختلاط المياه القذرة بالمياه الصالحة للشرب، ما يجعل حياتهم في خطر حقيقي، ويتعمق تخوفنا عندما نرى تحوّل لون ماء الآبار إلى السواد، فضلا عن الروائح الكريهة التي تنطلق من محطة تصفية المياه، وتزداد انتشارا في هذه الأيام التي تعرف حرارة كبيرة''. ونشير إلى أن محطة تصفية المياه القذرة، التي دشّنها رئيس الجمهورية سنة 2004 التي استهلكت 13 مليار سنتيم، تعرف تعطلا كليّا، فالمياه التي تصدرها، والتي من المفروض أن تكون نقية قصد استعمالها في الفلاحة، غير معالجة، علما أن قنوات هذه المحطة تمرّ بقرى القصايصية والدواغرية والسلامنية والصوابرية، وعند امتلاء القناة المخصصة لمياه الأمطار تفيض المياه القذرة مهددة المحاصيل الفلاحية، حيث سبق أن أتلفت مديرية الري العشرات من الهكتارات، خلال فيضانات السنة الماضية كإجراء وقائي.