عندما قلت إن بن شيخة لا يصلح عارضني أتباع روراوة يوصف بالرئيس التاريخي لاتحاد الشاوية، وهو أحد أكثر الرؤساء إثارة للجدل في الجزائر، بسبب صراحته غير المحدودة، مما سبب له في بعض الأحيان الكثير من المتاعب. والحديث مع عبد المجيد ياحي ذو شجون، حيث عاد بنا إلى الزمن الجميل في تاريخ الفريق الذي منحه قرابة 26 سنة من عمره، السنوات التي نال فيها العديد من الألقاب، على غرار لقب البطولة الوطنية موسم 1993/.1994 تعود بداية الرئيس عبد المجيد ياحي مع عالم كرة القدم إلى سنة 1985، حين انضم للمكتب المسير لاتحاد الشاوية بطلب من الأعضاء الذين استنجدوا به رفقة رابح قرام، وفي هذا الصدد قال ياحي ''أنا منذ صغري مولع بكرة القدم، وكنت دائما أتابع أخبار فريقي الأول والأبدي -اتحاد الشاوية- إلى غاية سنة 1985 لما تلقيت طلبا من أعضاء المكتب المسير آنذاك رفقة رابح قرام لمساعدة الفريق، وهو ما استجبت له دون تفكير، ومن يومها وأنا في الاتحاد الذي لم أغادره سوى في مناسبتين، الأولى موسم 1997 ودامت سنة واحدة، والثانية امتدت من منتصف 2006 إلى غاية جانفي .''2010 ''حققت 10 ألقاب وشاركت في ثلاثة كؤوس إفريقية والصعود الأقرب إلى قلبي''. مشوار ياحي مع اتحاد الشاوية حافل بمجموعة من الألقاب والإنجازات، حيث بلغ عدد الألقاب 10 ما بين بطولات وكؤوس وصعود، وبدأت المسيرة أواخر سنوات الثمانينيات حين حقق الفريق تحت إشرافه الصعود من القسم الشرفي إلى القسم الوطني الأول دون توقف، وتواصل تألق أبناء سيدي ارغيس مع أندية النخبة في أول تجربة لهم في المستوى العالي، حيث احتلوا في أول موسم لهم المرتبة الثالثة قبل أن ينالوا لقب البطولة والكأس الممتازة موسم 1993/1994، ويكفي ياحي فخرا أنه كان وراء مشاركة الاتحاد ثلاث مرات في المنافسة الإفريقية التي وصل في واحدة منها إلى الدور ربع النهائي، كما كان له شرف نيل كأس الجمهورية للأواسط لموسم 1999/.2000 وعن أغلى وأقرب لقب إلى قلبه قال ياحي ''الكثيرون سيعتقدون بأنني سأقول إنه لقب البطولة الوطنية، لكن الأمر ليس كذلك، فأغلي وأقرب لقب إلى قلبي يبقى تحقيقنا للصعود من القسم الثاني إلى الأول سنة 1991 على حساب شباب قسنطينة، حيث نبقى الفريق الوحيد من الناحية الشرقية الذي استطاع حرمانه من الصعود''. وإذا كان اتحاد الشاوية منح ياحي الشهرة والألقاب، فإنه بالمقابل استنزفه ماديا، حيث يتذكر هذا الأخير أنه كان مستثمرا في فرنسا يوم كان رجال كبار الأعمال الحاليين مجرد موظفين ''يوم كنت مستثمرا بفرنسا كان أكبر رجال الأعمال الحاليين موظفين عاديين، واليوم انظروا أين وصلوا وأين وصلت، والسبب هو حبي لاتحاد الشاوية الذي أصرف عليه بمعدل 200 إلى 300 مليون سنتيم سنويا، وهذا الأمر لا ينكره إلا جاحد، ناهيك عن اهتمامي بشؤونه على حساب أعمالي وشؤوني العائلي، وأقولها بكل تواضع إنه لولا الفريق لكنت الآن من أغنى الأغنياء''. وارتبط اسم ياحي في عالم الكرة بالتصريحات النارية والحوارات الجريئة، حيث عرف عن الرجل صراحته غير المحدودة والتي جعلته في فترة من الفترات يصرح بأن الناخب الوطني السابق بن شيخة لا يصلح للمنتخب، وذهب إلى أبعد من ذلك حين قال إنه لن يمنحه حتى اتحاد الشاوية لتدريبه، يومها تعالت الأصوات المعارضة، لكن الوقت أنصف ياحي، حيث لم يصمد بن شيخة طويلا ليغادر بعد مهزلة المغرب ''يوم قلت إن بن شيخة لا يصلح حتى لتدريب اتحاد الشاوية بسبب تواضع سيرته الذاتية، الكثيرون عارضوني وساندوا روراوة في خياره، لكن ما حدث أكد أنني كنت على حق والنتائج التي حققها المنتخب في عهد بن شيخة تتحدث عن نفسها، المهم أن ما حدث حدث، ويجب علينا استخلاص الدروس حتى نحقق القفزة المطلوبة سواء على مستوى المنتخب أو على مستوى البطولة''. يتذكر الجميع أن ياحي سنوات التسعينيات كان وراء إلهاب سوق التحويلات بقيامه بمجموعة من الصفقات التي وصفت بالهامة وقتها بضمه ل: بتاج، دحلب، حنيشاد، غريب، مهداوي، جيلاني، تيزاروين، كعروف، دودان، ايزري، كاوة، مشهود، لعور وغيرهم من النجوم، وعن هذه السياسة قال ''يومها اضطررنا إلى انتهاج هذه السياسة لفرض أنفسنا والصمود أمام فرق تفوقنا عدة وعتادا، وحتى النجوم في تلك الفترة لم يكونوا يطلبون الأموال مثلما يحدث حاليا، وأكثر ما يهمهم هو الرهان الرياضي، لكن اليوم هناك لاعبون يتقاضون شهريا ما يتقاضاه موظف بسيط على مدار 10 سنوات، وهو ما أعتبره أمرا مبالغا فيه، لأنه بالنسبة لي لا يوجد لاعب في بطولتنا يستحق أكثر من 100 مليون سنتيم كمنحة إمضاء، والدليل أن هؤلاء الذين يتقاضون الملايير كل موسم عجزوا عن فرض أنفسهم في الفريق الوطني الذي يتشكل أساسا من اللاعبين المغتربين''. أم البواقي: ن. قوجيل