الطفلة رفضتها عدة مدارس بالبليدة خوفا من نفور التلاميذ منها في جوّ بهيج، استقبل تلاميذ ابتدائية نسيبة بنت كعب بمركز أولاد يعيش بالبليدة، زميلتهم التلميذة صبرينة بن عثمان التي تهاطلت عليها هدايا أنستها في لحظة فرح معاناتها مع التشوّه الذي يحمله وجهها المحجوب بقناع. عبّرت الطفلة صبرينة، في أوّل دخول لها إلى المدرسة، عن فرحتها بعدما نبذتها المدارس الابتدائية، خوفا من عدم تقبّل الأطفال لوجه صبرينة التي تعرضت في يومها الأربعين لحريق التهم وجهها ويديها. حادث مأساوي وقّعه شقيقها الذي كان في سنّ الثانية آنذاك، والذي أعجبه لهيب الولاّعة فراح يشعل البطانية التي كانت تغطي الرضيعة، ومن هول الصدمة تقول والدة الصبية ''لم يتمالك الأب نفسه محاولا إخماد النيران التي التهمت أجزاء من جسده وأحرقت بالكامل وجه فلذّة كبده، فصبرينة فقدت 4 طبقات من جلدها ويدا وإصبعين من يدها الأخرى، كما أنّها لا تملك أنفا وشفتين''. وبنشوة فخر امتزجت بكآبة يعتريها ألم وأمل، تقول والدتها ''شاءت الظروف أن تخطف النار وجه ابنتي، لكنّني أعتزّ بتمسّكها بالحياة ومقاومتها لليأس.. صبرينة البالغة من العمر 6 سنوات، تتميّز بذكاء فذ، حيث تمكنت من حفظ 26 سورة من القرآن الكريم، وتتقن الحساب، كما أنها تجيد أبجديات الحروف''، وهو ما لمسته ''الخبر'' التي رافقت خطواتها الأولى إلى مدرستها، عازمة افتكاك المراتب الأولى في تحصيلها العلمي، متجاوزة معاناتها مع المرض لإثبات ذاتها. وفيما ثمّنت الوالدة جهود العاملين في قطاع التربية، بينهم مديرة المدرسة والمفتشة، أعادت إلى ذهنها الهبّة التضامنية التي لاقتها من المحسنين لتوفير تكاليف القناع المقدّرة ب14 مليون سنتيم، والذي يستوجب تغييره من 3 مرّات إلى 5 مرّات في العام بسبب صغر سنّها، مناشدة وزارة الصحة بتخصيص مصلحة خاصة بهذه الفئة التي تنتمي إلى الجراحة التجميلية، حيث أوضحت أنّ ابنتها خضعت ل9 عمليات ترميمية، استدعت في كلّ مرة مغادرتها المستشفى في يوم إجرائها للعملية. كما وجّهت نداء مستعجلا لوزارة التضامن للتكفّل بابنتها وإدراج حالتها في إطار الضمان الاجتماعي، لعدم تمكنها من توفير تكاليف الأدوية التي تدخل في الجراحة التجميلية غير القابلة للتعويض، علما أنّ العائلة تعاني العوز بعد إصابة رب الأسرة بأمراض الضغط الدموي الحاد وانتفاخ شرايين القلب وارتفاع السكري جرّاء الصدمة، ما حال دون تمكنه من مواصلة مهنته كميكانيكي.