كشفت وثائق سرية عثر عليها في العاصمة الليبية طرابلس أن الحكومة البريطانية شاركت الزعيم الليبي المتواري عن الأنظار في نسج ''لغز'' الآنسة هناء معمر القذافي التي يعتقد بأنها قتلت في ضربة جوية عام 1986 وجهتها الولاياتالمتحدة ضد طرابلس. واتهمت صحيفة ''صاندي تايمز'' البريطانية، الحكومة البريطانية، بطعن البريطانيين وخاصة ضحايا تفجير لوكاربي في الظهر، بتسترها طيلة سنوات على أمر هناء القذافي التي زعمت الحكومة الليبية أنها ماتت. وقالت الصحيفة أمس إنها اطلعت على وثائق ورسائل إلكترونية تفوح منها رائحة ''الغدر'' والخديعة'' و''التدليس'' الذي مارسته الحكومة البريطانية في علاقاتها مع النظام الليبي المنهار. إحدى هذه الوثائق تؤكد أن هناء القذافي حصلت العام الماضي على تأشيرة دخول إلى المملكة المتحدة صالحة لمدة سنتين، وتقول الصحيفة إنه ''فوق ذلك فإن الحكومة البريطانية هي من دفع تكاليف ملف طلب التأشيرة''. وتؤكد الوثائق أن هناء القذافي تقدمت رفقة السيدة الأولى صفية فركاش وخمسة من أبناء عمومة القذافي وطبيب العائلة وممرضة سابقة للقذافي، إضافة إلى الخادم الأندونيسي بطلبات جماعية للحصول على تأشيرة دخول إلى الأراضي البريطانية العام الماضي. وفي مراسلات إلكترونية مؤرخة في الثالث والخامس من أكتوبر من العام الماضي، اقترحت السفارة البريطانية في طرابلس على وكالة الحدود البريطانية أن ''تحصل هناء القذافي باعتبارها ابنة الزعيم الليبي على التأشيرة مجانا''. وفي مراسلة لاحقة تقول السفارة إنها ستتولى دفع تكاليف التأشيرة لهناء القذافي وكل أفراد العائلة عدا الطبيب والممرضة والخادم الأندونيسي الذين ينبغي أن يدفعوا التكاليف المترتبة. ويأتي الكشف عن هذه المعلومات فيما كان القذافي قد زعم قبل ذلك بأن ابنته هناء قد قتلت في ضربة جوية عام 1986 وجهتها الولاياتالمتحدة ضد طرابلس، ويقال إن ذلك الهجوم قد دفع القذافي لإصدار الأوامر بتوجيه ضربات انتقامية، بما في ذلك تدبير حادث لوكربي الشهير عام .1988 وبحسب الصحيفة فإن الكشف عن مثل هذه المعلومات يؤكد أن عائلات ضحايا تفجير طائرة بنام الأميركية فوق سماء لكوكربي عام 1988 قد تعرضوا لطعنة في الظهر من قبل الحكومة البريطانية. ويقول الدكتور جيم سواير الذي قتلت ابنته فلورا (24 عاما) في الحادث، إن القذافي نفسه قدم له ''صورة تبدو فيها هناء جثة هامدة مدرّجة بالدماء''، كان ذلك قبل عشرين عاما وهو ما غير وجهة نظر الناشط الباحث عن الحقيقة تجاه الزعيم الليبي. ولكن الدكتور سواير يتهم اليوم الحكومة البريطانية بالخيانة والإبقاء على عائلات ضحايا لوكربي في الظلام.. حيث كان عليها أن تطلعهم بحقيقة أن هناء القذافي حية ترزق حتى لا يستغلها النظام الليبي في الترويج لبراءته على حساب ضحايا لوكربي. من جهتها كشفت صحيفة ''ديلي تلغراف'' أمس الأول عن ملفات تقول إن السفارة الليبية في العاصمة البريطانية لندن قد أعدت عام 2008 الأوراق اللازمة لأحد أشهر اختصاصي الأسنان البريطانيين للسفر إلى ليبيا لمعالجة مريضة يطلق عليها ''هناء القذافي''. وكشفت الوثائق التي تم العثور عليها في السفارة الليبية في منطقة كنجزبريدج هذا الأسبوع، أن السفير الليبي عمر جلبان قد أجرى الترتيبات اللازمة لسفر هوبسون في أفريل من عام 2008 على درجة رجال الأعمال إلى طرابلس. ورفض الطبيب الكشف عن أي تفصيل عن مريضته أو الإدلاء بأي معلومة عن تعامله مع النظام الليبي، ويقول إنه من جانبه لم يفعل شيئاً خاطئاً. ويعتقد بأن هناء ولدت في نوفمبر 1985 وتبناها القذافي بعد فترة قصيرة من ولادتها. وذكرت معلومات عام 1999 أن الآنسة هناء كانت من بين من حضروا دعوة أقامها والدها القذافي في طرابلس على شرف الزعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا. وكشفت بعض الأنباء هذا العام أن الأصول الليبية المجمدة في سويسرا من بينها أرصدة تعود إلى هناء القذافي. وذكرت معلومات أن هناء عاشت في لندن كمراهقة قبل أن تبدأ في دراسة الطب في طرابلس، وتعمل الآن في وزارة الصحة الليبية.