نحن في الجزائر ندين لليبيين وكنا أولى بالتدخل في ليبيا أكد وزير الخارجية الجزائري سابقا، لخضر الإبراهيمي، أن الجزائر تعد من بين الدول التي لا تبدو بحاجة إلى ثورة شعبية من أجل التغيير، لوجود إمكانية التغيير الهادئ لدى الرئيس بوتفليقة. وانتقد الجزائر والمغرب بسبب غلق الحدود ودعا إلى فتحها وتدارك العلاقات الثنائية. قال المبعوث الأممي لخضر الإبراهيمي، خلال تدخله في ملتقى ''العالم العربي... ثورات أم غليان''، إن الجزائر من بين الدول العربية التي يمكن أن تنفذ إصلاحات هادئة وتغييرا سلميا من دون الحاجة إلى ثورة شعبية. وقال: ''قلت في برنامج تلفزيوني أمريكي مشهور جدا إن الجزائر والمغرب والسعودية لا تحتاج إلى ثورات شعبية من أجل التغيير''، وأرجع ذلك إلى أن ''هذه الدول فيها حكام لهم القدرة على أن يقودوا هذا التغيير، ويبنوا هذا التغيير من دون الحاجة إلى مظاهرات مليونية ولا إلى مظاهر ما يجري في سوريا والجارة ليبيا''. وشرح الإبراهيمي، في تصريح للصحفيين، على هامش افتتاح ملتقى ''العالم العربي... ثورات أم غليان''، أمس، بالمكتبة الوطنية في الحامة، سبب استثنائه للدول الثلاث من الانتفاضات المحتملة، وقال إن ''خطاب الرئيس بوتفليقة (15 أفريل الماضي) وخطاب الملك في المغرب حول الإصلاحات السياسية خطوة إيجابية ينتظر المواطنون في الدولتين تنفيذها، لكنها تحتاج إلى ترسيخ في الواقع''، مشيرا إلى أن ''قادة هذه الدول لديهم الإمكانية في صنع التغيير، وهم أبدوا النية في ذلك''. واعتبر الإبراهيمي أن استمرار غلق الحدود بين الجزائر والمغرب خسارة كبيرة للبلدين، ودعا إلى فتحها، وقال: ''خسارة كبيرة أن الحدود بين الجزائر والمغرب مقفلة منذ سنة ,1994 أملنا أن يتدارك حكامنا الأمر، لأن المغرب العربي هو المغرب والجزائر''. واعتبر الإبراهيمي أن هذا الغلق الحاصل ''قلل من المساهمة المغاربية في التغيير الحاصل في المشرق العربي''، مضيفا: ''المشرق في حاجة للمغرب والمغرب العربي قادر على المساهمة في تغيير المشرق''. وأبدى الإبراهيمي انزعاجه من موقف الجزائر من أحداث ليبيا، وقال: ''في التلفزيون الجزائري قلت، شهر ماي، نحن أولى بالتدخل في ليبيا، نحن في الجزائر ندين كثيرا لليبيين، لا أحد ساعدنا في الثورة أكثر من الشعب الليبي خلال الثورة، ليس القذافي من ساعدنا، وإنما الشعب الليبي، ولذلك كان لا بد أن نكون الأولى في أن نبادر في الأزمة الليبية''. مشيرا إلى أن ''تدخل حلف الأطلسي مشكلة كبيرة جدا، ولا يجوز أن تكون سابقة، لأنهم قد يتدخلون في دول أخرى في مناطقنا ومناطق غيرنا''، معتبرا أن ''حلف الأطلسي يبحث لنفسه عن دور بعدما انتهت الحرب الباردة، ولا يصح أن نعطي له دورا في منطقتنا، الحلف استغل قرار الجامعة العربية بعد اتخاذ قرار في مجلس الأمن، واستعمله من أجل ضرب ليبيا، وهكذا فعلوا في العراق''.