أعلن عبد العزيز بلخادم، أمين عام حزب جبهة التحرير الوطني، عن إنشاء 16 لجنة متفرعة عن اللجنة الوطنية لتحضير الانتخابات، ووضع على رأس كل واحدة منها عضوا من المكتب السياسي. وصرّح بأن مرشح الأفالان للاستحقاقات المبرمجة في 2012، ''ينبغي أن تتوفر فيه نزاهة الفكر ونزاهة الجيب''. أعطى بلخادم، أمس، أثناء خطاب بأحد فنادق سيدي فرج غربي العاصمة، توجيهات لرؤساء اللجان الفرعية وحدثهم عن مهامهم، وحدد لهم موعدا يوم 5 نوفمبر القادم لعرض نتائج عملهم. وتهتم اللجان ال,16 حسب بلخادم، بتحليل المعطيات السياسية والاجتماعية لمناطق البلاد لفهم خصوصيات الناخبين فيها، وبتحديد شروط ومقاييس الترشح القانونية والشعبية والسياسية. وقال بهذا الخصوص: ''المطلوب هنا إيجاد المترشح النزيه فكريا وفي جيبه''، كناية على الشخص النظيف في أخلاقه وغير المتورط في قضية فساد. وذكر بلخادم أن الأفالان لن يرشح شخصا لمقعد في مجلس بلدي أو ولائي أو في المجلس الشعبي الوطني، إن لم يكن متأكدا من فوزه. وأفاد أمين عام الأفالان لرؤساء اللجان المتفرعة عن لجنة التحضير للانتخابات، التي تم تنصيبها أمس رسميا، بأن المطلوب هو استقطاب المجاهدين وأبناء الشهداء لإدراجهم في القوائم الانتخابية. ويستجيب ذلك، حسبه، إلى ''الحرص على ضمان استمرارية رسالة نوفمبر''. معنى ذلك أن أعمار المترشحين في قوائم الانتخابات، ستكون في جزء منها، أكثر من 60 سنة. وذكر بلخادم أن لجنة التحضير للانتخابات تتكون من كل أعضاء اللجنة المركزية ومن نواب البرلمان وأمناء المحافظات. وستقدم نتائج عملها في منتصف ديسمبر المقبل، خلال دورة اللجنة المركزية. وانتقد بلخادم تصريحات، يقصد بها لويزة حنون التي وضعته في صف المعارضة، إذ قال: ''أقول لمن وصفني بالمعارض، أننا لازلنا سند الرئيس في تنفيذ برنامجه بالحكومة والبرلمان وفي الأوساط الشعبية. ولكن حزبنا يملك رأيا، ورأينا قدمناه من خلال دعم الإصلاحات التي عرضها السيد الرئيس''. وحذر بلخادم المناضلين والمعنيين بالترشح للانتخابات، من الشائعات التي ستستفحل ضدهم، حسبه، كلما اقترب موعد الاستحقاقات. ولمحاربتها، نصح بلخادم ب''قراءة سورة يس ووضع حجر في اليد''، وهي كناية متداولة في التقاليد مفادها محاربة النحس. ويبدي بلخادم، في الغالب، ميلا إلى الاستعانة بالتراث الشعبي الممزوج بالشعوذة، أثناء تمرير رسائل سياسية معينة. وكان هذا الجانب حاضرا بكثافة في خطاب أمس الذي تجاوز الساعتين. ولكي يمر خطاب الأفالان الانتخابي في كل فئات المجتمع، لم يتردد بلخادم في دعوة المناضلين والمناضلات إلى توزيع برنامج الحزب والترويج له في صالونات الحلاقة والحمامات وفي الجمعيات المسجدية، وفي كل الفضاءات العامة. وشن بلخادم هجوما على أشخاص، دون ذكرهم، عندما قال: ''هناك هرج ومرج حول المواقف والتصورات. ما معنى الديمقراطية إن لم يتوفر فيها تنوع الأفكار والمحاججة؟.. غريب أمر هؤلاء عندما يتعاطون مع الحياة السياسية، فهم يصفون مرحلة الحزب الواحد بالقولبة، ويريدون اليوم العودة إلى هذه المرحلة في ثوب التعددية. إننا في الأفالان مرتاحون، فقد جرَبنا التسيير في الحزب الواحد، ومن الغريب أن يدعوا مناضلونا إلى الإثراء الفكري، بينما آخرون يزعمون الديمقراطية ويريدون القولبة.. إنني لا أفهم هذه الديمقراطية''. وظهر بلخادم متأكدا من أن قانوني الانتخاب والأحزاب المعنيين بالإصلاحات الموعودة، ''سيؤديان إلى بعث مناخ سياسي يطبعه التنافس القوي بين الأحزاب، والسعي المشروع للظفر بأكبر عدد من المقاعد بالمجالس المنتخبة، لاسيما مع احتمال تزايد عدد الأحزاب المشاركة في الاستحقاقات. وعلى حزبنا مضاعفة استعداداته لخوض الانتخابات، للاحتفاظ بالمرتبة الريادية كقوة سياسية أولى. ولبلوغ ذلك يتعين علينا مراعاة خصوصية هذه المرحلة، مرحلة التجذير الديمقراطي''.