أكد رئيس الفيدرالية الجزائرية لجمعيات مرضى السكري، نورالدين بوستة، أن 15 ألف حالة جديدة من داء السكري تسجل سنويا في الجزائر التي تحصي 3 ملايين مصاب، في الوقت الذي تجهل نسبة 10 بالمائة من الجزائريين إصابتهم. تحيي الجزائر مثل باقي دول العالم، اليوم العالمي لداء السكري الموافق ل14 نوفمبر من كل سنة. وستشهد الجزائر هذه السنة ولأول مرة انطلاق العيادة المتنقلة للكشف المبكر عن داء السكري، والممثلة في شاحنة طبية كبيرة تتوفر على عديد التخصصات، مثل فحوصات الطب الباطني، معاينات أمراض القلب والعيون، إلى جانب مخبر خاص بالتحاليل الطبية. وأعرب بوستة عن رغبة الفيدرالية في ''أن تجوب مختلف مناطق الجزائر العميقة التي تحوي، لا محالة، عددا مجهولا من المصابين بالداء، لاسيما أن 10 بالمائة من الجزائريين (ما يعادل 3 ملايين شخص) يجهلون إصابتهم''. وعن مضاعفات داء السكري، أكدت البروفيسور زهيدة مرّاد بودية من مستشفى مايو بباب الوادي، أن حاسة البصر تأتي في مقدمة الأعضاء النبيلة التي تتأثر بتعقيدات المرض، وذلك بتعرض الشعيرات الدموية لشبكية العين لاختلالات تتسبب على المدى الطويل في فقدان البصر. من جهته، أشار رئيس الفيدرالية إلى أن أكثر من 50 بالمائة من المكفوفين في بلادنا أصيبوا بالعمى، بسبب مضاعفات داء السكري عندهم. كما تعد الكلى من الأعضاء التي تتأثر بتعقيدات السكري الذي يؤدي إلى انسداد شرايين الكلية، ما يتسبب في إصابة المريض بالقصور الكلوي. وعن هذه المسألة، أكد البروفيسور ريان الطاهر، رئيس الجمعية الجزائرية لأمراض الكلى وتصفيتها وزرعها، أن 30 بالمائة من مرضى السكري يتعرضون للإصابة بالقصور الكلوي بعد 10 سنوات من الإصابة. أما عن تأثر شرايين الأعضاء السفلى لجسم الإنسان من مضاعفات داء السكري، أكدت البروفيسور فوزية سكال، رئيسة مصلحة أمراض السكري بمستشفى مايو، أن 25 بالمائة من مرضى السكري معرضون للإصابة باختلال على مستوى شرايين الأعضاء السفلى، ما يؤدي إلى إصابتها بالتهابات وتعفنات تؤدي في النهاية إلى بتر الرجل المصابة، مضيفة أن شخصا على أربعة ممن يعانون من مضاعفات شرايين الأعضاء السفلى تبتر أقدامهم. في نفس السياق، صرح الدكتور داود عزيز، الأمين العام للجمعية الجزائرية لمرضى السكري ل''الخبر''، أن شخصا واحدا من أصل أربعة من مرضى السكري بالجزائر لا يستفيدون من تغطية الضمان الاجتماعي، رغم أن وصفة دواء المريض قد تكلفه 3 ملايين سنتم كل 3 أشهر. من جهته، طالب بوستة بضرورة إفادة المرضى غير المؤمنين اجتماعيا من المنحة الجزافية للتضامن، بما يتيح لهم الاستفادة من بطاقة ''الشفاء'' للحصول على الدواء مجانا، مركزا حديثه على صغار المرضى أبناء غير المؤمّنين، مشيرا إلى أن ربع المصابين صغار وشباب يعالجون بالأنسولين.