أضحت تجارة الأبواب الحديدية مربحة وتحقق مردودية عالية في السوق الجزائرية لرواجها، مع تسجيل نشاط أكثر من 100 مستورد و500 حرفي، إلى جانب عدة شركات تخصصت في تسويق هذه المنتجات الحديدية، وتسجل سنويا اقتناء الجزائريين حوالي 10 آلاف وحدة من الأبواب الحديدية. لا يمكن أن تزور حيا في الجزائر راقيا أو شعبيا، دون أن يلفت انتباهك، سواء بالنسبة للعمارات أو الفيلات الفخمة، تنصيب أصحابها لأبواب حديدية، لاعتبارات أمنية ولدواعٍ جمالية أيضا. وتفيد الإحصائيات التي تحصلت عليها ''الخبر'' من الجمارك، والتي تشير إلى أن فاتورة استيراد الأبواب والنوافذ الحديدية في ارتفاع مستمر، فبعد أن كانت تقدر بقيمة 19 مليون دولار خلال ,2010 أي ما قيمته 140 مليار سنتيم، بلغت 16 مليون دولار فقط خلال التسعة أشهر الأولى لهذه السنة، والرقم مرشح إلى الارتفاع بصفة محسوسة نهاية السنة الجارية. وتأتي هذه الإحصائيات لتضاف إلى الأرقام الخاصة بالإنتاج الوطني وما يتم تسويقه محليا، حيث أصبح سوق الأبواب والنوافذ الحديدية واعدا يجلب إليه العديد من المتعاملين الاقتصاديين. ولم تترك الجزائر أي بلد إلا واقتنت منه أحدث ما تمت صناعته من الأبواب والنوافذ الحديدية، حيث تضم قائمة مموني الجزائر 30 بلدا، أهمها ايطاليا والصين واسبانيا وفرنسا وكوريا، وبلدان أخرى مثل اليابان ولبنان وماليزيا ومصر وتونس ودولة الإماراتالمتحدة والعربية السعودية. وتجاوز حجم واردات الجزائر من الأبواب والنوافذ الحديدية خمسة آلاف طن، حتى نهاية سبتمبر الماضي، مقابل 6 ,5 ألف طن خلال سنة .2010 وتعتبر إيطاليا أهم ممون للسوق الجزائري بقيمة تصل إلى 3, 7 مليون دولار بأكثر من 308 طن، متبوعة بالصين بقيمة 6 ,5 مليون دولار، مع اقتناء 1 ,4 ألف طن، ويفسر فارق الحجم في اعتماد الصين لأسعار أقل، وكذا لطبيعة الزبائن الذين يقتنون الأبواب أيضا، ثم تأتي إسبانيا ب3 ,2 مليون دولار بحجم يصل 267 طنا. وبعد أن كان اللجوء إلى الأبواب والنوافذ الحديدية حتمية فرضتها الظروف الأمنية التي عايشها الجزائريون خلال العشرية السوداء، وما تبعها من عدم استقرار أمني، أضحت الأبواب والنوافذ الفولاذية ''موضة'' يبدع مقتنوها في اختيار أحدث ما يوجد في السوق. مدير عام شركة ''سوفيكلي'' ل''الخبر'' ''سوق الأبواب الحديدية في الجزائر يتجاوز مليون وحدة'' اعتبر مدير عام شركة ''سوفيكلي''، التي تمثل حاليا قرابة 80 بالمائة من حصص السوق في توفير الأبواب الحديدية المختلفة، أن السوق الجزائري يمثل أكثر من مليون باب حديدي، بالنظر إلى تطور سوق العقار والبناء، والحاجة إلى تأمين البيوت بالنسبة للمواطنين. مشيرا إلى أن توفير الخدمة الكاملة سمح للشركة بضمان تموقعها في السوق بصورة كبيرة.وأوضح المسؤول الأول عن الشركة أن نمٌكىنَُّ مؤسسة جزائرية تأسست عام 1998، تخصصت في استيراد وتوزيع وصناعة المواد الحديدية والحدادة، حيث قال: ''باشرنا العمل في مجال آلات صناعة المفاتيح مع المجموعة الإسبانية ''جي أم أي''، ثم وسعنا النشاط بعد توفير كافة التجهيزات لشركات ومؤسسات صغيرة ومتوسطة سمحت بتوفير المنتوج عبر كافة التراب الجزائري، والانتقال إلى إنتاج ألواح ترقيم السيارات ابتداء من 1999 مع الشركة الفرنسية ''فاب''، ونجحنا في فتح سلسلة إنتاج وضمان الاكتفاء الذاتي في الجزائر، وحتى الشروع في التحضير للتصدير، خاصة وأن كلفة الإنتاج في الجزائر تنافسية بالنسبة للشركة الفرنسية''. وأوضح نفس المسؤول: '' الأبواب الحديدية تعتبر من أهم النشاطات، رفقة الأقفال التي شرعنا فيها عام 2001 بالشراكة مع الشركة التركية ''كالكيليت''. وقد تعاملنا أيضا مع ''أزيبي'' الإسبانية وأهرام المصرية، وتم اعتماد استراتيجية توزيع وتسويق خاصة، مع فتح قاعات عرض، وأكثر من ذلك توفير الخدمة للزبون كاملة، مع إعطاء ضمان بالنسبة للأقفال لمدة 5 سنوات''، مضيفا ''سوق الأبواب الحديدية هام في الجزائر، ويقدر بأكثر من مليون وحدة، ونتعامل مع الشركات الصينية المنجزة لنضمن لهم كافة الأبواب، سواء الداخلية أو الخارجية، مع ضمان الفوترة، التي ليست محبذة من قبل البعض. فالإشكال المطروح هو السعر ونوعية الخدمة، ونحن نضمن الاثنين وبالفوترة. بينما تعمد الشركات المنجزة للبنايات إلى استخدام الحرفيين للحصول على منتوج بمعدل 12 ألف إلى 13 ألف دينار، رغم أن المنتوج سيئ للغاية، ويضطر أغلب السكان إلى تغيير النوافذ والأبواب لأنها لا تخضع لمقاييس الأمن والنوعية''. واستطرد المسؤول ''توفير الضمان والخدمة يساهم في الحفاظ على سمعة العلامة، وتتمثل الخدمة في تقديم الضمان وتأمين النقل للمنتوج، ووضع الأبواب من قبل فرق متخصصة، واستعادة المنتوج في حال عدم الصلاحية، وهو ما يسمح بافتكاك ثقة الزبون''. ليخلص إلى التأكيد ''لدينا طموح للقيام بتصنيع كافة المنتجات في حال توفرت الظروف الموضوعية التي توفرها الصين وتركيا حاليا، دون أن نطلب أي دعم مالي أو مزايا خاصة، فقط ظروف محيط الأعمال والاستثمار. فالسوق الجزائري يزود من الصين وتركيا وجنوب أوروبا بصورة كبيرة، ويمكن أن نوفر المنتوج بنفس الجودة والنوعية إذا توفرت الظروف''. الجزائر: حفيظ صواليلي بعض الأبواب مزودة بنظام هاتف وفيديو الجزائريون يستوردون أمنهم يتهافت الجزائريون على اقتناء الأبواب الحديدية المستوردة، منذ حوالي ثلاث سنوات، بشكل كبير، بالنظر إلى تزايد حالات السطو على المنازل والفيلات. ويزود أصحاب السكنات الراقية منازلهم بنظام الهاتف والفيديو، والذي يمكن من خلاله التعرف على كل ''مجهول'' تقدم من الباب الحديدي الخارجي، بما يزيد من حمايتهم أثناء غيابهم. لا يهم سعر الباب، اليوم، بالقدر الذي يهم فيه صلابته وسماكته، والصوت الرنان الذي تصدره أقفاله، هذا أقل ما يمكن به وصف أهم الشروط التي يفرضها المواطنون اليوم في محلات بيع الأبواب الحديدية المستوردة. من العاشور إلى الدرارية والدويرة ودالي إبراهيم والشرافة، وغيرها من البلديات والأحياء في العاصمة، حيث تزدهر تجارة بيع الأبواب المستوردة بشكل لافت. وتتراوح أسعارها بين 30 ألف و50 ألف دينار جزائري. ويرى أغلب الزبائن بأن ''الباب'' هو أهم حلقة في المنزل، حيث يصف ''عمار'' الذي التقته ''الخبر'' وهو بصدد اقتناء بابه الحديدي الثالث، وضعه بالأشبه بالمغرم باقتناء الأبواب للشعور والإحساس بالحماية، ويقول ''أنا أبحث دائما عن الباب الحديدي الأحسن، خصوصا المستورد، لأنه يوفر لك الرفاهية من جهة والحماية من جهة أخرى''. ويتابع ''ولهذا اقتنيت بابين من قبل وغيرتهما لأسباب أمنية بحتة''. ولا تتوان النسوة في زيارة محلات بيع الأبواب، كما هو الحال لمحل في الدرارية، حيث يشهد إقبالا كبيرا، نظرا للنوعية الجيدة التي يوفرها من الأبواب، والذي يكون مضاعفا من حيث المادة الحديدية المستعملة، والأقفال والمكان المخصص لمشاهدة من يطرق الباب. وتقول سيدة كانت مرفوقة بزوجها ''نحن النساء الأكثر تعاملا مع الأبواب، لهذا أرافق زوجي لاختيار أحسنها''. ويتم في غالب الأحيان توفير داخل محلات بيع الأبواب الحديدية المرفقات والتجهيزات التي تصاحبها، خصوصا ما تعلق بخدمة الفتح الأوتوماتيكية والمزودة بالهاتف والفيديو. ويقول صاحب محل لبيع هذه التجهيزات ''إنها عالية الجودة، على الرغم من أن منشأها هو الصين، ويتهافت عليها أصحاب الفيلات والسكنات الراقية''. الأكثر من هذا كله فإن التوصيلات والتجهيزات سهلة الاستعمال، وتتم عن طريق قطعة من البلاستيك المزودة بشريحة خاصة بفتح الباب المنزلي. من جهة أخرى يزود الباب الحديدي بالتجهيزات الخاصة بالفتح الأوتوماتيكي بسعر يتراوح بين 50 ألف و200 ألف دينار، حسب عدد الأجهزة. ويؤكد المتحدث بأن ''أصحاب الفيلات يتهافتون على هذه الخدمة التي تمكنهم من توفير الرفاهية بعد اقتناء الباب الحديدي الذي يوفر الأمن والأمان''. ويستعين سكان العمارات أيضا بالأبواب الحديدية المستوردة، التي حلت محل الأبواب الخشبية أو الحديدية المصنعة محليا، بالنظر إلى جماليتها من جهة، وقدرتها على مواجهة أي محاولة سطور على المنزل.
متوسط أسعار المواد الغذائية في سوق بلوزداد بالعاصمة يقتني الجزائريون ما بين 5 آلاف إلى 10 آلاف باب حديدي سنويا، سواء كانت داخلية أو خارجية. وتتباين نوعية استخدام الأبواب الحديدية ودرجة تطورها، حيث تجهز بعضها بكاميرات مراقبة وتجهيزات الكترونية وأنظمة تحكم عن بعد. ويتراوح سعر الأبواب الحديدية، حسب مصدرها ونوعيتها، ما بين 15 ألف دينار إلى 100 ألف دينار. وينشط في الجزائر حوالي 500 مختص في صناعة الأبواب الحديدية بصورة تقليدية مع تجميع أجزاء مستوردة. ويتم اقتناء الأبواب الحديدية من 15 دولة رئيسية بصورة منتظمة سنويا، على رأسها ايطاليا والصين وتركيا.