حاصرت العائلات المنكوبة جراء الأمطار الطوفانية الأخيرة بلدية سيدي الشحمي بوهران أمس، حيث احتشد مئات الأشخاص من الرجال والنساء قبالة المدخل الرئيسي للبلدية تنديدا بالأوضاع المزرية التي يعيشونها لليوم الرابع على التوالي، مُطالبين السلطات المعنية باتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة المأساة التي آلت إليها منازلهم. ولا تزال العديد من أحياء بلدية سيدي الشحمي معزولة والعشرات من المساكن مهجورة بسبب مياه الأمطار التي غمرت البيوت، وبلغ منسوبها مستويات عالية، الأمر الذي أثار حالة غضب شديد في أوساط الأسر المنكوبة التي تستنكر سوء التكفل رغم هول النكبة والخسائر الكبيرة التي خلفتها، حيث احتج المنكوبون أمام مقر البلدية، وطالبوا بتوفير أماكن لإيوائهم بعد أن تعذر عليهم الالتحاق بمساكنهم. وقد شكل المنكوبون لجنة تضم الأحياء المتضررة، أكد أحد أعضائها في تصريح أدلى به ل''الخبر'' أمس، أن الاحتجاج سيستمر إلى غاية إيجاد الحلول المناسبة، مضيفا أنه سيتم نصب خيّم أمام مقر البلدية للضغط على الجهات المسؤولة حتى تتحرك في اتجاه تخليص المنكوبين من الكابوس الذي يعيشونه منذ بداية الأسبوع الجاري، مضيفا بأن اللجنة عقدت اجتماع عمل مع أعضاء البلدية رفقة ممثلين عن الولاية، غير أن الحلول المقترحة لم ترق لتطلعات العائلات المتضررة. وقد تسببت مياه الأمطار في وفاة شاب مات غرقا داخل مسكنه العائلي، حيث سُجلت هذه الواقعة الأليمة التي ضاعفت من حدّة النكبة التي أصابت جانبا كبيرا من العائلات المقيمة قي بلدية سيدي الشحمي، أمسية أول أمس، عندما عمد الضحية الذي يبلغ من العمر حدود 25 سنة إلى تفقد بيتهم المغمور بالمياه ليلفظ أنفاسه الأخيرة هناك غرقا، بعد أن انتابته نوبة صرع مفاجئة جعلته يبقى لمدة طويلة في المياه قبل أن يكتشف أمره بعض الجيران الذين استعانوا بمصالح الحماية المدنية لإخراج جثته. كما أفضت الأمطار التي تهاطلت لمدة ثلاثة أيام متتالية، وبكميات غزيرة، إلى تسجيل عدد كبير من العائلات المنكوبة التي هجرت مساكنها، ولاسيما تلك الواقعة في الشارع الرئيسي للبلدية، واستنجدت بأقاربها في مناطق آمنة بعيدا عن المياه المتجمعة التي عزلت المنطقة وتسببت في خسائر كبيرة طالت أمتعتهم وعتادهم المنزلي. في حين لجأ البعض إلى المبيت داخل الشاحنات والسيارات خوفا على منازلهم المغمورة، بينما لا يزال أعوان الحماية المدنية يستعملون الزوارق المطاطية لنقل المنكوبين، بعد أن تحولت الطرقات إلى شبه بحيرات في انتظار امتصاص المياه عن طريق المضخات العملاقة التي تم تجنيدها لتقليص منسوبها. للإشارة فإن هذه النكبة هي الثانية التي تستهدف بلدية سيدي الشحمي، إذ سبق وأن تم تسجيل نفس الوضع خلال الأمطار الطوفانية التي عاشتها معظم مناطق البلاد سنة .2001