وصف وزير الخارجية مراد مدلسي الجزائريين بأنهم ''متمردون بالطبيعة ويواصلون المطالبة بالحقوق''. ويرى أن نوع العلاقة التي تجمعهم بالسلطة ''سمحت بتفادي ثورة كبيرة''. ودعا مدلسي إلى ''عدم العودة إلى الماضي''، بخصوص العلاقات مع فرنسا. نزل مدلسي، أمس، ضيفا على لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الفرنسي، فسأله أعضاؤها عما يسمى ب''الربيع العربي'' واحتمال وصول الإسلاميين إلى السلطة بالجزائر. ونقل الموقع الإخباري ''كل شيء عن الجزائر''، عن مراد مدلسي قوله، إن الجزائر ''لها انتفاضتها.. تلك التي قامت بها عام ,''1988 التي أفضت، حسبه، إلى التعددية السياسية وإلى ''حرية صحافة استثنائية''. وأضاف في نفس الموضوع: ''يواصل الجزائريون والجزائريات المطالبة بحقوقهم. فقد فعلوا ذلك قبل الربيع العربي وبعده. الجزائريون يظلون متمردين، ولكن لحسن الحظ أن نوعية العلاقة بين الشعب والسلطة، سمحت بتفادي ثورة كبيرة''. ولم يوضح وزير الخارجية ما يقصد ب''نوعية العلاقة''. وقال مدلسي بخصوص احتمال صعود الإسلاميين إلى الحكم، بمناسبة الانتخابات المنتظرة العام المقبل، إن الجزائر ''تعد مثالا يحتذى به'' عندما أدمجت عدة أحزاب في البرلمان، مشيرا إلى أن القانون الذي يحكم الأسرة مستوحى من الشريعة الإسلامية. وأضاف: ''نحن لم نتأخر في فتح المجال أمام كل الذين يرغبون في العمل في إطار التداول، واحترام النظام الديمقراطي''. وحول قضايا الذاكرة والتاريخ، أفاد مدلسي بأن الجزائر تحضّر للاحتفال بمرور 50 سنة على استقلالها، ''بعيدا عن أي شعور بالانتقام''. مشيرا إلى أن برنامج الاحتفالات ''يسمح لنا بتقييم أنفسنا، وبأن نجعل من هذه الحركة التاريخية المتمثلة في ثورة الجزائر، محطة مفيدة للأجيال الصاعدة''. وتفادى مدلسي الرد على أسئلة تتعلق بالحركى، فيما تناولت الأسئلة الأخرى التي طرحها النواب، حول اتفاق تنقل الأشخاص لسنة 1968 الجاري مراجعته، وسياسة الجوار الأوروبية التي قال عنها مدلسي، ''نريدها أكثر مرونة''. وذكر مدلسي حول الزيارة الأخيرة لوزير الداخلية كلود غيان، أنه ''تمكن من تقدير مدى اتساع نطاق الإصلاحات التي تمت مباشرتها، وكذا إرادة الحكومة الجزائرية في بناء الشراكة الاستثنائية التي تمناها الرئيس ساركوزي منذ سنة .''2007 وأضاف الوزير أن المشاورات المنتظمة بين مسؤولي البلدين تعد ''إشارة مشجعة للغاية''. وبخصوص زيارة وفد المجلس الانتقالي الليبي المؤجلة منذ أسابيع، ذكر وزير الخارجية أن رئيس السلطة الجديدة في ليبيا مصطفى عبد الجليل، ''سيؤدي زيارة للجزائر قريبة جدا''. وأوضح بأنها ''ستتم على الأرجح قبل نهاية العام الجاري''. وأشار إلى أن الاتصالات مع حكام ليبيا الجدد ''مشجعة للغاية''. وأضاف: ''لا خيار لنا إلا العمل سويا''. ووصف مدلسي الوضع في ليبيا بأنه ''مقلق للغاية''. واتفق مدلسي مع نظيره ألان جوبي، في ندوة صحفية بعد انتهاء جلسة الاستماع بالبرلمان، على جعل ذكرى مرور نصف قرن على الاستقلال، نقطة انطلاق جديدة للعلاقات الثنائية. وذكر مدلسي بهذا الخصوص: ''ينبغي الآن النظر إلى المستقبل وعدم العودة إلى الماضي''. وحول الأزمة السورية، قال مدلسي: ''ينبغي إعطاء فرصة كاملة للمبادرة العربية لحل الأزمة السورية عبر الحوار وتجنب حرب أهلية''، مشيرا إلى أن الجامعة العربية ''تضغط على النظام السوري من جهة، وتتحدث مع المعارضة من جهة أخرى، لهدف واحد فقط، وهو تمكين الطرفين من فتح حوار بنّاء وصريح بينهما''. وأوضح مدلسي بخصوص العلاقة مع المغرب، بأن البلدين ''اتفقا على عدم جعل مشكلة الصحراء الغربية عائقا أمام بناء المغرب العربي''، مشيدا ب.''التحسن المستمر الذي تعرفه العلاقات الجزائرية المغربية''.