''لن أنصح أبدا السلطات العمومية بإعادة الإطارات للعمل في الجزائر'' ''نتائج الجيدو مخيبة والمصارعة حداد فقدت الثقة في نفسها'' قال رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية، رشيد حنيفي أن هيئته ستقوم بمراسلة وزارة الشباب والرياضة لتعرض عليها الحالة الصعبة التي يعيشها عدد من لاعبي منتخب الثمانينيات، كما أوضح أن هيئته ستطالب في مراسلتها باعتماد مساعدات اجتماعية لهؤلاء لوقف معاناتهم. وأكد حنيفي في حوار مع ''الخبر''، في اتصال هاتفي معه من العاصمة القطرية،(دوحة)، أنه لن يطلب أبدا من السلطات العمومية إعادة الإطارات الجزائرية العاملة في قطر للعمل في الجزائر للمساعدة على إخراج الرياضة الجزائرية من أزمتها في ضوء الهجرة الجماعية للمدربين الجزائريين نحو البلد الصغير الخليجي. بداية، كيف تقيم المشاركة الجزائرية في الأيام الأولى للألعاب العربية؟ يجب الإشارة إلى أن الوفد الجزائري يقيم في ظروف جيدة في القرية الأولمبية بالدوحة، وقد أسعدنا الفوز الذي سجله المنتخب الوطني النّسوي لكرة اليد على حساب منتخب تونس، في انتظار مشاركة الجزائريين في منافسات أخرى. تتحدث عن كرة اليد النسوية، ولا تتحدث عن النتائج السلبية للجيدو، فما هو تعليقك؟ بالنسبة للجيدو، فالنتائج لم تكن مثلما توقعناها، خاصة من جانب صاحبة الميدالية البرونزية في ألعاب بكين الأولمبية، صورية حداد، بعد خسارتها في المنازلة النهائية أمام مصارعة مغربية شابة، وقد تساءلت ماذا حدث للجيدو الجزائري، على غرار العديد من المتتبعين الجزائريين. هل تابعت منازلتها، وماذا حدث للمصارعة حداد؟ لقد تحدثت إليها بعد المنازلة، وقد فهمت أنها بحاجة إلى تحضير نفسي، كما لاحظت أنها فقدت الثقة في نفسها، وأتمنى أن تكون نتيجتها أفضل في ألعاب لندن، ومثلما أتذكر، فإن حداد، كانت تعاني من مشاكل نفسية قبل أولمبياد بكين، لكنها استطاعت أن تمنح للجزائر ميدالية برونزية في هذا الأولمبياد. هل أنت متشائم بالنسبة للجيدو الجزائري في أولمبياد لندن، بعدما كان الجيدو الرياضة الوحيدة التي منحت الجزائر ميداليتين في ألعاب بكين؟ دون شك، فإن حصيلة الجزائر في الجيدو مخيبة للآمال، فأنا شخصيا انتظرت حصيلة أكبر ممّا اكتفى به المصارعون الجزائريون، فبعدما توقعنا أربع ذهبيات، حصلت الجزائر على ثلاث فقط، والمطلوب هو تكثيف التحضيرات قبل أولمبياد لندن. وماذا عن الرياضات الأخرى التي لم تبرز، خلافا للتوقعات؟ صراحة، النتائج متوسطة، وبالنظر إلى استراتيجية السلطات، فإن الهدف لا يتمثل في عدد الميداليات، بقدر ما يتمثل في التحضير على المدى البعيد، خاصة وأن المشاركين في الألعاب، هم ممن لا يزالون شبابا. الملاحظ أن الأندية القطرية تقدّم عروضا مغرية للمدربين الجزائريين، ليعملوا لديها، فما هو تعليقك؟ فعلا، لقد التقيت بعدد كبير من الإطارات، ليس فقط بالمدربين بل أيضا بالأطباء والصحفيين، وهؤلاء يعملون في ظروف نموذجية، ويبدو لي طبيعيا أن يرد هؤلاء بالإيجاب على عروض القطريين. ألم تفكر بصفتك رئيس للجنة الأولمبية الجزائرية اقتراح إقناع المدربين بالعودة إلى الجزائر للعمل فيها مع ضمان تكفل مناسب لهم. لم أطلب أبدا من السلطات العمومية اعتماد هذا الاقتراح، وبالمقابل، أدعو السلطات العمومية، إلى الاستفادة من خبرة هؤلاء بطرق مختلفة، عن طريق تأسيس لوبي جزائري بقطر، يقدم أعضاؤه خدمات للجزائر بمختلف الطرق، فمثلا، التقيت مع أطباء جزائريين يعملون في مستشفى أسبيطار، وهؤلاء مستعدون، مثلما لمسته، للتكفل باللاعبين الجزائريين الذين يتلقون العلاجات في هذا المستشفى، وهذه صورة واحدة فقط من صور لإمكانيات عديدة تسمح للجزائر بالاستفادة من هؤلاء الإطارات. هؤلاء بإمكانهم المساعدة على إخراج الرياضة الجزائرية من أزمتها، ومع ذلك، لا تبدو متحمسا لتشجيع الإطارات الجزائرية، على العودة للعمل في الجزائر، فما هو تعليقك؟ لقد تحدثت مطولا مع هؤلاء الإطارات وقالوا لي إنهم لم يجدوا آذانا صاغية من قبل السلطات العمومية في الجزائر، ويبدو من الصعب على أي شخص، بصرف النظر عن منزلته، إقناع هؤلاء بالعودة إلى الجزائر. وأريد الإشارة إلى أنه يوجد مشروع اتفاقية بين اللجنتين الأولمبيتين الجزائرية والقطرية، لبعث التعاون بين البلدين في كل الجوانب، فمثلا، اقترح القطريون على الجزائر استقبال الجزائريين للتحضير في قطر. وأيضا تلقي العلاج في المستشفى الشهير أسبيطار، كما عرض القطريون على الجزائريين الانخراط في اللّجان المختصة لكسب التجربة، في تنظيم المنافسات الكبيرة. لا تزال قضية الحالة الصحية لمنتخب الثمانينيات تثير جدلا وسط الرأي العام الرياضي، فما هو تعليقك؟ أرى أنه حان الوقت للتكفل بالمشكلة، فهؤلاء اللاعبون، بحاجة في تقديري إلى مساعدة من طرف السلطات العمومية، خاصة وأن اللاعبين قدموا تضحيات كبيرة لتشريف الألوان الوطنية في دورتي كأس العالم بإسبانيا والمكسيك. لماذا تأخرت اللجنة الأولمبية التي ترأسها على تقديم اقترحات للتكفل بالمشكلة؟ أولا يجب أن أوضح أن اللجنة الأولمبية الجزائرية ليست بمثابة سلطة عمومية، ومع ذلك، قررنا على مستوى اللجنة الأولمبية، توجيه مراسلة إلى وزارة الشباب والرياضة، لنقل صورة معاناة منتخب الثمانينيات، وأيضا اقتراح الحلول التي أتصورها لاحتواء المشكلة. هل تقترح مساعدات مالية لهؤلاء؟ سيكون هذا الحل مناسبا للاعبين الذين يعانون من متاعب صحية انعكست على أبنائهم، وهذا أقل ما يمكن تقديمه للاعبين، الذين هم بحاجة إلى مساعدات اجتماعية أكثر من المطالبة بفتح تحقيق لزج المسؤولين في السجن.