''سرباح من أفضل الحراس وجيل جامبو جات لن يعود'' ترك الحارس السابق لشبيبة القبائل عبد الرزاق حرب، بصماته في النادي القبائلي، بعد 8 سنوات من العطاء والتألق، مع جيل ''جامبو جات''، قبل تحوله إلى مهنة تدريب الحراس، فكان له الفضل في اكتشاف والمساهمة في تألق عدة حراس دوليين، على غرار، عمارة وحمناد وفاواوي. ويعود بنا حرب الى الأيام الزاهية التي قضاها في الشبيبة وبداياته في كرة القدم التي كانت من القبة، ثم النصرية قبل أن يحطّ الرحال في الشبيبة. بداية حرب في كرة القدم كانت مع أشبال رائد القبة، قبل أن يتحول إلى صنف الأواسط مع نصر حسين داي، الحي الذي كان يقطن وترعرع فيه، قبل أن يعود إلى الرائد من جديد. وكان أول لقاء له مع الأكابر في بلعباس سنة 1971عندما واجه رائد القبة نجوم اتحاد بلعباس، على غرار عبدي وفلاح، فاحتكّ حرب بعمالقة النادي القبي في السبعينات من أمثال أيت شقو، عميروش وحمادوش، واستمرت مغامرته مع الرائد إلى غاية 1975، ليحط الرحال في شبيبة القبائل. انطلق من القبة ومرّ على النصرية وتألّق في الشبيبة وكشف لنا مدرب الحراس الحالي لشبيبة بجاية أن انتقاله إلى الشبيبة ''كان بوساطة سعيد كوبا الذي ألح على مسيري النادي القبائلي انتدابي، وأتذكر عندما كنت في رائد القبة أعمل في شركة سوناطراك، لكن بعدها تخلت سوناطراك عن رائد القبة، وهو ما استغله مسيرو الشبيبة من أجل انتدابي''. وقال حرب أن والده هو الذي تكفّل بالتفاوض مع مسيري الشبيبة، حيث ''عرضوا عليه تحويله إلى إحدى مراكز التكوين في الاعلام في براقي ''حتى أتمكن من إيجاد عمل قار، كما منحني مسيرو الشبيبة قيمة مالية استلمها والدي لكنها لم تكن كبيرة''. ورغم أن الشبيبة في ذلك الوقت كانت تملك حارسين كبيرين وهما طاهير وسرباح، إلا أنّ ذلك لم يمنع حرب من رفع التحدي وفرض وجوده في الفريق، حيث قال أن تواجد هذين الحارسين العملاقين سمح له بتطوير إمكانياته والبقاء في الفريق الوطني طيلة الثماني سنوات التي قضاها في شبيبة القبائل ''لقد تمكنت من الظفر بكأس الجزائر وثلاثة ألقاب وطنية والتاج الإفريقي تحقق في الكونغو الديمقراطية، فما زلت أتذكر جيل ''جامبو جات'' الذي كان يسيطر بالطول والعرض على الصعيدين الوطني والقاري. ''كنت أدفع 3 دنانير لمشاهدة حارس بلوزداد ناسو'' اعترف حرب أن زميله السابق في الشبيبة مهدي سرباح كان حارسا كبيرا وترك بصماته في الفريق ''لا يجب أن ينسى أنصار ''الكناري'' أنه كان وراء إنجازات كبيرة في الشبيبة''. وقال أن شبيبة القبائل ومنذ صعودها إلى القسم الأول كانت تملك حراسا كبارا، أغلبيتهم لم يفكروا في تغيير الأجواء لسبب واحد هو ''أنّنا كنّا عائلة واحدة ولا نفكر سوى في مصلحة الفريق''. كما لم ينس حرب قبل أن يتألق مع الشبيبة الحارس الذي كان يستلهم منه ''هناك عدة حراس كنت مولعا بهم، فعندما كنت شابا تعوّدت على شراء التذكرة ب 3 دنانير في مدرج منعرج ''بولاي'' بملعب 20 أوت بالعناصر كل أحد من أجل متابعة حارس شباب بلوزداد ناسو محمد وطريقته الاستعراضية في تصديه للكرات، حيث حاولت تعلم عدة تقنيات منه، بالنظر إلى إمكانياته، فكانت المتعة والفرجة حاضرة في ذلك الزمن الجميل''. كما أسرّ لنا الحارس الدولي السابق، أن أحسن مقابلة تبقى راسخة في ذاكرته هي التي توّج فيها مع الشبيبة بكأس الجزائر عام 1977 أمام نصر حسين داي ''النصرية في ذلك الوقت كانت تملك تشكيلة قوية مدججة بالنجوم، ولم يكن من السهل عليّ مواجهة الحي الذي أقطن فيه، فكان الضغط عليّ كبيرا. ورغم ذلك خضت النهائي وتوّجت بالكأس الذي يبقى أحسن تتويج في مشواري'' وفي ذلك النهائي فضّل خالف إشراكه مكان سرباح في آخر لحظة. مبررا ذلك بالمباراة الكبيرة التي قدمها حرب أمام بلوزداد في الدور نصف النهائي. وبعد المباراة قال حرب أنه اضطر الدخول في معسكر مع المنتخب الوطني لتجنب مواجهة أبناء حيّه بحسين داي. ''أقف وراء بروز حمناد وقاواوي وعسلة ومازري'' قضى حرب، 13سنة، كمدربا للحراش في فريق القلب شبيبة القبائل، وعمل بجانب المدرب القدير خالف محي الدين والبولوني زيفوتكو، وسمح له الاحتكاك بمدربين كبار، من اكتشاف حراس موهوبين، ذكر منهم مراد عمارة الذي انضم الى الشبيبة في صنف الأواسط، قبل ارتقائه إلى صنف الأكابر والبروز كحارس أول لعرين الشبيبة. واعترف حرب أنه بفضل العمل القاعدي ساهم في تألق حمناد وفاواوي ضمن فريق الشبيبة وتحقيق الألقاب ''والأكثر من ذلك أن هؤلاء الحراس وبفضل التكوين الجيد الذي لقنتهم إياه واصلوا التألق إلى سن متقدم''. كما كشف حرب أنه كان وراء بروز الحارس الحالي للشبيبة مليك عسلة عندما كان مدربا لحراس النصرية ''أشركته في اللقاء القوي أمام جمعية الشلف في ,2005 حيث كان في بداية مشواره الكروي. ''9 سنوات مع المنتخب الوطني قضيتها بحلوها ومرّها'' كما عرّج حرب عبد الرزاق، للحديث عن مشواره مع الفريق الوطني. وأول ظهور له معه كان سنة1971 بجانب النجوم التي كانت الجزائر تملكها، على غرار المرحوم هدفي، إيغيل، لالماس، تحت إشراف المدرب القدير سعيد اعمارة''. في ذلك الوقت صحيح أن إنجازاتنا لم تكن كبيرة، لكن يبقى أنني ساهمت في تسجيل نتائج إيجابية وأنهيت مشواري بعد مشاركتنا في نهائيات كأس إفريقيا للأمم التي جرت بلاغوس النيجيرية سنة 80، حيث كنت بجانب زميلي مهدي سرباح. ''لم أرحل من الشبيبة بسبب حناشي'' فنّد حرب أن يكون قد ترك فريق شبيبة القبائل بسبب حناشي. معترفا أن علاقته كانت دائما عادية مع الرئيس الحالي ل''الكناري''. ''صحيح أنني سبق وأن كنت بجانب هاروني وحتى مع الفرنسي إيف شاي، لكن المدرب كان دائما مرتبط بالنتائج، وهو ما يجبرني على تغيير الأجواء في عدة مناسبات'' لم أستقر في عالم التدريب في فريق واحد وكنت دائم التنقل بين الأندية، فدرّبت النّصرية ومولودية الجزائر وشبيبة بجاية. كما كانت لي تجربة في السعودية مع سعدي نور الدين في نادي القادسية لمدة عام قبل العودة إلى الجزائر''.