أحيت الفنانة القبائلية نوارة، سهرة الخميس، حفل رأس السنة الأمازيغية الجديدة 2962 بكثير من النوستالجيا، حيث عادت بها الذاكرة إلى ستينيات القرن الماضي، وتحديدًا إلى سنة 1963 التي شهدت التحاقها بها كمغنية وممثلة مسرحية. ما إن اعتلت الفنانة نوارة، واسمها الحقيقي زهية حميسي، منصة النادي الثقافي ''عيسى مسعودي'' للإذاعة الوطنية بالجزائر العاصمة، بزيها التقليدي الأصيل، حتى نهض الجمهور الغفير يحييها ويصفق لها، احتراما وعرفانا لما قدمته للمدونة الفنية الجزائرية إجمالاً، والأغنية القبائلية خصوصًا، وهو ما شاطرته إياه حين احتضنته بحرارة. وفي كلمة ترحيبية مقتضبة ألقتها بالمناسبة، استحضرت نوارة بعض الطقوس التي ظلت محفورة في مخيلتها، والتي تعود إلى سنة 1957 لما كانت تقتني الحلوى رفقة والدتها الراحلة من السوق المتاخمة ل''جامع ليهود''، بالحي الشعبي العتيق القصبة، للاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة، أو ما يعرف بيناير، منتهزة فرصة وقوفها فوق خشبة الإذاعة مجددًا، بعد غياب دام سنوات، للدعوة إلى الاعتراف بهذه الاحتفالية التي توارثناها أبا عن جد، يوم عطلة مدفوع الأجر، كسائر الأعياد والمناسبات الموازية، قائلة: ''أتمنى أن يُعترف بيناير يوم عطلة مدفوع الأجر بدءًا من السنة المقبلة''. وأهدت الفنانة التي سبق لها أن غنت رفقة ألمع نجوم الأغنية القبائلية، كشريف خدام، معطوب الوناس، طالب رابح، مجاهد حميد وغيرهم، ثلة من الأغاني التي تفاعل معها الحضور بقوة، على إيقاعات جوق الإذاعة الوطنية، بقيادة المايسترو سالم كروش، نذكر منها ''فسماكن نميوسان''، ''ثروا''، ''سيغ المصبح''، ''وين تعزظ يجاك يروح'' و''أيما عزيزن''، فضلا عن ''أيول ذاشو اديقيمن''، ''أمي''، ''شنان ياك أفزينيم''.. وما إلى ذلك من العناوين التي تفننت في أدائها، بصوتها الصداح وإحساسها المرهف، مرفقة بالزغاريد تارة والهتافات تارة أخرى. للعلم، فقد تداول على منصة ''عيسى مسعودي'' أيضا، في الحفل الذي نظمته القناة الإذاعية الثانية الناطقة باللغة الأمازيغية، المغني الحائز على جائزة أحسن صوت في البرنامج الإذاعي ''إنزيزن'' للموسم الماضي، عبد الحق ساحل، تلاه المتوّج بالجائزة الخاصة بلجنة التحكيم، يوسف لازالي، اللذين أبدعا في تقديم باقة غنائية قبائلية خالصة، صنعا خلالها أجواء مفعمة بالفرجة والمتعة، جعلت الجميع يتنبأ لهما بمستقبل فني زاهر.