دقت جمعيات صحية وعدد من البياطرة الخواص بولاية باتنة ناقوس الخطر، بعد تزايد الأصوات التي تؤكد أن الارتفاع الرهيب في عدد المصابين بداء السرطان في الولاية راجع إلى عامل رئيسي، يتمثل في ظاهرة السقي بمياه قنوات الصرف. وقد أظهرت عدد من الملتقيات التي نظمت في نهاية السنة الماضية صحة ذلك، حيث كشف الستار على بعض المعطيات الجديدة التي ساهمت بنسبة غير محددة في تزايد عدد المصابين بداء السرطان في مختلف البلديات، والمناطق على مستوى الولاية، حيث ربطت جهات مختصة السبب في ذلك بانتشار عمليات السقي بالمياه الملوثة، بعدما أحصت المصالح المختصة بعد عملية الجرد وجود 23 بلدية من ضمن 61 يلجأ الفلاحون بها إلى السقي بمياه الصرف. وتوصلت هذه المصالح إلى أن هذه الظاهرة والعملية الممنوعة لم تعد مقتصرة على بلدية فسديس التي كانت في صدارة البلديات في السنوات العشر الأخيرة، بل تم اكتشاف عمليات غش مماثلة، على غرار بلدية إشمول التي توجد بها مساحات زراعية قريبة من مجاري قنوات الصرف التي تشق المنطقة، ومنطقة قصر بلزمة التي يوجد عدد من فلاحيها متابعين قضائيا، بسبب لجوئهم إلى وضع مضخات لجلب مياه الصرف واستعمالها في السقي. وأضاف مصدر من مديرية الفلاحة بأن الظاهرة نفسها تم تسجيلها في بعض المزارع والمستثمرات الفلاحية التابعة للخواص، والمتخصصة في إنتاج الحليب بمنطقة المعذر، وعدد من المساحات الرعوية ببلديات سريانة وراس العيون.