يتهم الجيش المالي ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' بالتحالف مع متمدرين توارق في العمليات العسكرية التي تشن ضد بلدات في الشمال، لكن حركة التمرد تنفي الشبهة وتصفها ب''المراوغة'' لتأليب الرأي العام، وأفاد متحدث باسم الجيش المالي في كيدال ل''الخبر'' أمس، بأن ''سلفيين جهاديين'' ضمن المقاتلين ويرفعون شعار ''تطبيق الشريعة''. وكشفت مصادر مالية أن إياد أغ غالي، زعيم حركة ''أنصار الدين'' الأزوادية، التي تقاتل الجيش المالي منذ أسابيع، وصل زوال يوم الخميس رفقة سبعة من رفاقه وهم ''مصابين بشكل بالغ''، إلى مستشفى برج باجي مختار في الجزائر، قرب الحدود مع مالي، ونقلت مصادر ''الخبر'' حول الموضوع، أن إياد غالي نقل جريحا أول الأمر إلى بلدة ''تينزاواتين'' على الحدود المشتركة بين الجزائر ومالي، ثم نقل إلى وجهة مجهولة. ونقلا عن صحف مالية فإن إياد آغ غالي وسبعة من رفاقه، نقلوا إلى مستشفى برج باجي مختار، وأن الأطباء ''أجبروا أمام الوضعية الصحية للجرحى إلى بتر سيقان اثنين من المصابين''. وأضافت أن الحالة الصحية لإياد أغ غالي دخلت مرحلة خطيرة، مما أدخله في ''غيبوبة'' جعلت الأطباء يقومون بنقله إلى مستشفى تمنراست، التي وصلها وهو على قيد الحياة، وتفيد الأنباء بأن غالي ورفاقه أصيبوا بقذائف أطلقتها مروحية عسكرية تابعة للجيش المالي، وأن تأخر الإسعاف الطبي عنهم أدى إلى تفاقم الإصابات التي تعرضوا لها، دون أن تحدد طبيعة إصابة زعيم حركة ''أنصار الدين''. وتحدثت ''الخبر'' أمس، إلى ناطق باسم الجيش المالي في كيدال، يسمي نفسه ''كاليتا''، حول الجهات التي تقف وراء العمليات في شمال البلاد، فاتهم مباشرة جماعات ''سلفية'' تدعو لتطبيق ''الشريعة'' وراء هذه العمليات، وحسب وصفه فإن ''الفئة التي تقاتل الحكومة لا تمثل أكثر من واحد في المائة من الشعب المالي''، وذهب ''كاليتا'' بعيدا في وصف إيديولوجية المهاجمين قائلا ''بينهم سلفيون وتجار مخدرات وتجار سلاح ولا يهمهم المطلب المروج له بالانفصال''. وفي وقت سابق قالت وزارة الدفاع المالية في بيان حول الهجوم الذي تعرضت له بلدة اغيلهوك ''تعرضت مدينة اغيلهوك للهجوم مرة أخرى بيد جهاديين من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وعناصر من الحركة الوطنية لتحرير أزواد ومهاجمين آخرين''، وأكدت أن العسكريين الماليين تدخلوا لتوفير ''الأمن'' للمدينة وسكانها، ومنذ ذلك الوقت ''يحتلون مدينة اغيلهوك ومحيطها المباشر''. لكن المتمردين التوارق نفوا مزاعم الحكومة بأن مسلحين من القاعدة يقاتلون إلى جانبهم في شمال البلاد. ويسعى المتمردون للحصول على الاستقلال في منطقتهم الصحراوية في مسعى منها إلى حل الأزمة الناشبة مع الحركة الوطنية لتحرير الأزواد، التي رفضت حلولا نقلها إليهم رسول من حكومة باماكو، يطلب من التوارق هدنة تتمثل في وقف إطلاق النار لمدة ستة أيام، لإفساح المجال للمفاوضات.