استيقظ الجمهور الكروي العربي على الخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام الإقليمية والقارية وحتى العالمية، والخاص بمبادرة رئيس الشركة الرياضية لوفاق سطيف عبد الحكيم سرار الذي دعا إدارة نادي الزمالك المصري للعب مباراة فريقهم الإفريقية القادمة في سطيف، تضامنا مع الأشقاء المصريين في محنتهم وأزمتهم التي نتمنى من كل أعماق قلوبنا أن تعرف انفراجا سريعا حتى تعود الحياة ''لأم الدنيا''. سرار لم يكتف بذلك، بل أثبت للجميع بمبادرته، شهامة الشعب الجزائري وتطبيقه لشعائر الإسلام التي تفرض علينا نحن كمسلمين الوقوف مع إخواننا، والأكثر من هذا تعهد ''حكوم''، بالتكفل التام بمصاريف إيواء وكل تكاليف إقامة نادي الزمالك وحتى منافسه الفريق التنزاني في الجزائر. ولا يختلف اثنان مهما كان انتماؤهما، في أن سرار لا يريد بهذه المبادرة لفت الأنظار من حوله في محاولة لكسب أصوات لعضوية في البرلمان أو مقعد في الجامعة العربية، وباختصار لا يريد لا مالا ولا جاها، لأن الرجل معروف عليه شهامته ورجولته، ويكفيه فخرا أن مبادرته ستحسب له يوم القيامة في ميزان الحسنات إن شاء الله.. لكن ما يبقى يحيرني ولم أجد له جوابا هو أنه قبل ساعات قلائل من هذا الإعلان التاريخي، كان سرار يطالب بالعودة إلى زمن الهواة، بسبب الضائقة المالية التي يعاني منها فريقه، بدليل أن عناصر الوفاق هددت على مدار شهر كامل بمقاطعة التدريبات وحتى المباريات الرسمية ما لم تسو مستحقاتها، والأكثر من هذا قاطع فعلا 11 لاعبا إحدى الحصص التدريبية لذات السبب. إدارة الوفاق السطايفي، وعلى رأسها سرار، طرقت في الدقائق الأخيرة قبل بزوغ الفكرة التضامنية، كل الأبواب بما فيها أبواب الوزارة الوصية والولاية والبلدية والقسمة، وصولا إلى لجنة الحي، حتى تفك الخناق المالي عن الفريق، ولاسيما بعد مطالبة اللاعب الفرانكو-تشادي إيدونغار عبر الفيفا بتسوية مستحقاته المالية المقدرة ب75 ألف أورو، وإلا فإن هيئة بلاتير ستضرب بيد من حديد، وقد تذهب مجهودات رفاق عودية هباء منثورا. الأزمة المالية التي يعاني منها الوفاق دفعت والي ''الهضاب العليا'' إلى إقامة مأدبة عشاء على شرف الصناعيين من أجل ''التسول'' -عفوا- من أجل حثهم على مساعدة الوفاق، فكيف لسرار بين عشية وضحاها يعلن أمام الملأ من جميع الأجناس أنه مستعد للتكفل بمصاريف مباراة الزمالك الافريقية؟ سرار الذي لا نشك في نواياه الخيرية مرة أخرى، أراد بهذه الخطوة القيام بالفريضة الخامسة -وهي الحج- وهو مدان إلى ''الرقبة''، بدليل أن الجميع من لاعبين وحتى عمال ملعب 8 سطيف مازالوا ينتظرون مستحقاتهم المالية مهددين بالاعتصام والاحتجاج إلى غاية تسوية وضعيتهم.. ففكرة سرار الذي هو مشكور عليها، كان الأجدر باتحادية روراوة أن تأخذها على عاتقها كما فعل الاتحاد السوداني، خاصة وأن خزينة الفاف تعدت ألف مليار سنتيم ''دون المساس بإعانات الوزارة الوصية'' على حد تعبير روراوة، فمن يحق له الحج روراوة أم سرار؟