انطلقت الحملة الانتخابية بين المرشحين المحتملين للرئاسة الفرنسية قبل أوانها، حيث بدأ تبادل الاتهامات والتصريحات النارية عقب إعلان نيكولا ساركوزي ترشحه بشكل رسمي لعهدة رئاسية ثانية. فقد خرج مرشح الحزب الاشتراكي، فرانسوا هولاند، ليعتبر أن ترشيح الرئيس نفسه لعهدة ثانية لا يعد خبرا في حد ذاته، مضيفا أنه على ساركوزي أن يُقدم اعتذاره للشعب الفرنسي بدلا من تقديم الوعود بإنقاذ الاقتصاد الفرنسي من الكساد، في إشارة إلى أن السياسة المنتهجة خلال العهدة الحالية للرئيس هي سبب تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للفرنسيين. ولم يتأخر رد الرئيس المرشح نيكولا ساركوزي، حيث أطلق هو الآخر عبارات نارية ضد خصمه في سباق الرئاسة، خلال أول لقاء له مع مؤيديه في مدينة ''آنسي''، معتبرا أن تصريحات هولاند فقاعات انتخابية، في إشارة إلى حديثه للصحافة البريطانية حول الإصلاحات المقرر تطبيقها في حال فوز مرشح الحزب الاشتراكي، وقال ساركوزي إن هولاند يَعِد بما لا يقدر أن يفي به، موضحا أن وعوده للفرنسيين لا تعدو أن تكون ''أكاذيب، فهو حين يقول إن فرنسا بلد ليبرالي ويعود ويؤكد للفرنسيين أن سبب المشكلات الاقتصادية هو النظام الليبرالي، فهذا يعني أن الرجل يكذب، إما على الصحافة أو على الفرنسيين''. من جانبه اعتبر فرانسوا هولاند أن انتقادات الرئيس تدل على وضعيته السيئة في سباق الرئاسيات، حيث دعا إلى أن يكون مستوى النقاش السياسي في اتجاه تقديم المزيد من التوضيحات للفرنسيين تساعدهم في اتخاذ القرار، بدلا من تمييع النقاش وتحويله إلى مهاترات بين شخصين. وفي سياق متصل عادت مرشحة حزب الجبهة الوطنية من جهتها لتندد بنظام التوقيعات، حيث قالت إنها نجحت في جمع ما يقارب 400 توقيع من منتخبين محليين، مع العلم أن المحكمة الدستورية ستفصل في القائمة النهائية للمرشحين للرئاسة في 16 من شهر مارس المقبل، على أن يتم قبول ملفات المرشحين الذين نجحوا في الحصول على 500 توقيع من منتخبين محليين في نصف الدوائر الانتخابية الفرنسية.